الإرهاب من وجهة النظر الأمريكية
مفهوم الإرهاب في أذهان المسؤولين الأميركيين، مفهوم خاطئ، إنهم يسيئون فهم الإرهاب، إنّهم لا يعتبرون القتل الجماعي والمجزرة التي تعرّض لها أهالي صبرا وشاتيلا – وهما مخيمان فلسطينيان – في ليلة واحدة بأمر ممن يترأس الكيان الصهيوني الغاصب اليوم[1]، «إرهاباً»!
قبل بضع سنوات، اجتمعت مجموعة كبيرة من اللبنانيين ـ من أهالي قانا ـ أمام مكتب ممثلية الأمم المتحدة في هذا البلد للشكوى، لكنّ المروحيات الإسرائيلية جاءت وأطلقت النار على مئات من الأشخاص – بينهم نساء ورجال وأطفال وجياع وعطاشى – وقتلتهم جميعاً! الأمريكان لا يعتبرون هذا «إرهاباً»! لقد جاءوا إلى لبنان لمرات عديدة وخطفوا وقتلوا أشخاصاً، لكن لا تُعدّ هذه الأعمال مثالاً على الإرهاب في قاموس الأمريكان! قبل شهر أو شهرين، وافق الكيان الصهيوني الغاصب رسمياً على اغتيال عناصر من الفلسطينيين – حتى أنهم أطلقوا عليه عنوان الاغتيال – واغتالوهم بالفعل؛ فَجّروا سيارتهم وقتلوا الكثير من الناس. لكن لا شيء من هذا يعتبر مثالاً على «الإرهاب»؛ أما الشعب الفلسطيني الذي انتفض للدفاع عن أرضه واستعادة حقوقه المسلوبة ويصرخ حاملاً الحجارة، ولا يملك حتى أسلحة، فهو شعب إرهابيّ! هذا هو منطق الأمريكان. وهذا منطق خاطئ والعالم لا يقبله[2].
[1] آریل شارون.
[2] في لقاء مع عوائل شهداء القوات المسلحة بتاريخ 26-9-2001م.