السبب الرئيسي وراء عداء أمريكا لإيران

كثير من الأشخاص في أرجاء العالم – من الذين لديهم علاقات تجارية أو سياسية معنا – يقولون سرّاً لمسؤولينا وشخصياتنا: إنّ سبب عداوة أمريكا لكم هي قضيّة الشرق الأوسط وقضية إسرائيل. يقولون لماذا تعارضون؟ إنّهم يقولون بكلّ صراحة؛ إنّ قضية حقوق الإنسان والمحاكمات الكذائية وحقوق المرأة، وكلّ ما يُقال ضد الجمهورية الإسلامية في وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية، كلّه هراء. إنّنا أنفسنا أيضاً على دراية بأن كلّ هذه الإتهامات تأتي من فراغ؛ إلا أنّهم الآن صاروا يصرّحون بذلك.

كنت أقول ـ دائماً ـ لمن يشعر بالضعف أمام هذه الأمور: لماذا تنخدعون بالإعلانات والدعايات؟ لماذا تعتقدون أنّه عندما تتحدث أمريكا عن حقوق الإنسان، فإنها تشعر بالقلق حقّاً بشأن تضييع حقوق الإنسان في إيران؟ إنهم لا يبالون ولايهتمون بالبشريّة، إنّهم أنفسهم أكبر منتهكي حقوق الإنسان. هؤلاء هم الذين أحرقوا 80 شخصاً وهم أحياء في بيت واحد في إحدى المدن الأميركية في وضح النهار ولم يبالوا، فما علاقتهم بالإنسانية وحقوق الإنسان؟! ماذا يعرف هؤلاء عن حقوق الإنسان؟!

مشكلتهم في مكان آخر، ألمهم من مكان آخر. إنّهم يقولون لماذا لا تتفقون مع إسرائيل؟ لماذا لاتوقعون على حكم قتل الشعب الفلسطيني، أسوة بالآخرين؟! هذا ما يريدونه. كنت أقول وأصرح بهذه الحقيقة دائماً للجميع. وها هم الآن أنفسهم يعترفون ويقولون بأنّ الضغوط الأمريكية والحصار الاقتصادي والدعاية الإعلامية العدائية والخسيسة التي يقوم بها عناصر من الجهاز التشريعي والتنفيذي الأميركي ضد الجمهورية الإسلامية، كلّها مرتبطة بقضية إسرائيل. يقولون لماذا لا تقبلون موضوع السّلام في الشرق الأوسط؟ لماذا تقولون إنّ هذا ليس سلاماً، وإنّه تسوية بين الذئب والشاة؟ لماذا لا توقّعون على هذه التسوية؟ إنّهم يريدون منّا أن نوقّع على قتل الفلسطينيين! هذا هو الأمر.