عدم الانسجام بين شعار معاداة إسرائيل والصداقة مع داعمي هذه الدولة الغاصبة

هناك نقطتان غالباً ما تغيبان عن أذهان الذين يرددون شعاراتهم باسم إسرائيل؛ نبيّنهما بإيجاز. إحدى هاتين النقطتين هي أنّ العداوة مع المحتلين الصهاينة لا تنسجم مع الصداقة مع من يدعم المحتلّ؛ إنّه أمرٌ غير ممكن. هؤلاء الذين يظنّون أنّه من الممكن إنقاذ فلسطين عبر أمريكا وحلفائها يرتكبون خطأً مؤسفاً، فكما أنّ إنقاذ فلسطين من خلال الكيان الصهيوني أمرٌ غير ممكن ومحالّ، كذلك إنقاذ فلسطين من خلال الحكومة الأمريكية وحلفائها. فأيّ خطوة تستند على داعمي الكيان الغاصب بالتأكيد خطوة منحرفة وخطأ فاحش، وكلّ من ينادي بـ المعاداة لإسرائيل، ويتفاوض مع حلفاء إسرائيل في هذا الموضوع ويعتمد عليهم، فاعلموا أنّه يكذب. فالجمع بين هاتين المسألتين أمر غير ممكن.
إنّ من يدعم إسرائيل ـ في الواقع ـ يحارب في جبهة إسرائيل، ومن يساعد إسرائيل بأي شكل من الأشكال فهو في جبهة إسرائيل، ومن يتفاوض مع الصهاينة أيضاً في جبهة إسرائيل. إنّ النضال من أجل استعادة الأراضي الفلسطينية، يجب أن يكون نضالاً بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة. النضال هو النقطة المقابلة للتسوية. في القضية الفلسطينية، التسوية خيانة والنضال تكليف، لا ينبغي لأحد أن يعتبر التسوية نضالاً[1].
[1] في اجتماع المشاركين في المؤتمر الإسلامي الفلسطيني الأول بتاريخ 4-12-1990م.