كوارث لبنان وفلسطين؛ درس للأمّة الإسلامية
في هذه الأيام شاهدت الأمة الإسلامية ظاهرتين مريرتين، كلٌّ منهما تجعل المسلم يفكّر عميقاً؛ فعلى الأمة الإسلامية أن تلوم نفسها وتتوب إلى الله. إحدى هاتين الظاهرتين هي المآسي التي يُحدثها الصهاينة في لبنان وفي فلسطين واحدة تلو الأخرى. لقد مضى شهر ـ تقريباً ـ من وقوع الشعب اللبناني تحت أنياب ومخالب الذئب الصهيوني المتوحش آكل البشر. لأن هذا الكيان يتلقى الصفعات على وجهه من المجاهدين في سبيل الله في «حزب الله»؛ فإنه يلقي بقنابله على رؤوس أطفال قانا المسلمين ومناطق أخرى من لبنان، فهو لا يستطيع مواجهة المجاهدين في سبيل الله، فيجبر هزيمته من خلال الانتقام من الأبرياء، والمضطهدين، والأطفال، وبيوت الناس، والبنى التحتية للبلاد. إنّ هذه مصيبة عظيمة. يحدث الأمر ذاته في غزة وفي سائر الأراضي الفلسطينية. وهذا ما ينبغي أن ينبّه جميع المسلمين ويُعيدهم إلى رشدهم.
هذا وعالم الاستكبار والكفر ليس صامتاً فحسب؛ بل يسلك سلوكاً ويتكلم بكلام يشجّع المعتدي والظالم؛ أمريكا بطريقة، وإنجلترا الخبيثة بطريقة أخرى، وكلّ من القوى الأخرى بطرق شتّى، والأمم المتحدة واقفة تنظر بكل عجز وهوان! إلا أنّهم يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان والحضارة ومحاربة الإرهاب. هؤلاء المنافقون ذوو القلوب السوداء، لا يخجلون! هذه واحدة من الأمور التي يجب أن يؤخذ منها الدرس والعبرة.
القضية التي افتعلوها اليوم ضد لبنان، وتحديداً ضد الشيعة هناك، قد تحدث لجميع الأمم والدول والطوائف الإسلامية؛ لا يمكنك أن تأمن السُلُطات. الأمّة الإسلامية يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها، يجب أن تكون قادرة على الحفاظ على وجودها وكيانها.
لقد شاهدنا مرّات عديدة، ولا نزال نرى مرّاراً وتكراراً، أنّ مستكبري العالم يغضّون الطرف عن أي جريمة تُرتكب ضد المسلمين، والضحيّة فيها هم المسلمون. شاهدنا هذا الأمر في البوسنة، كما شاهدناه في كوسوفو، وكذلك في أفغانستان، كما شوهد في العراق؛ وقد وصل اليوم الدور إلى لبنان، وفلسطين التي تعيش هذا الوضع منذ سنوات. لا فرق عند هؤلاء بين الشيعي والسنّي، والعربي والعجمي؛ إنّهم يتقدمون حيث تصل قوّتهم، وحيث لا يرون أمامهم عائقاً، وحيث لم تتم مواجهتهم. فعلى الأمّة الإسلامية والشعوب المسلمة أن تفهم هذا الأمر جيداً، عليهم تقوية أنفسهم. هذه إحدى الظاهرتين، وهي ظاهرة بإمكانها حقّاً أن تعطي درساً وعبرة، فلا يمكن لعقل المسلم أن يتغافلها ولا أن ينشغل عنها[1].
- [1]في لقاء مجموعة من مختلف أقشار الناس بمناسبة مولد الإمام علی بن أبي طالب؟ع؟ بتاريخ 8-8-2006م.