مواضيع

الحذر من الإعجاب بالنفس والغرور

من كتاب عهد الأمير للمسؤول والمدير للإمام الخامنئي

يقول (ع): «وَإيّاكَ وَالإِعجابَ بِنَفسِكَ وَالثِّقَةَ بِما يُعجِبُكَ مِنها» فاحذر من أن يصيبك الغرور. الإعجاب بالنّفس يعني الغرور، بأن يفرح الإنسان من نفسه. فالإمام (ع) يحذّره من الوقوع في هذا الفخّ. يعتقد الإنسان أحياناً أنّ له مميّزات خاصّة، كاعتقاده بأنّه يمتلك فهماً جيّداً، قدرة بدنيّة جيّدة، قدرة ذهنيّة جيّدة، معلومات كثيرة، أسلوب بيان خاص، صوتاً جميلاً، أو جمالاً معيّناً. وبمجرّد أن تروا أنّ لديكم إعجاب بأنفسكم – وهذا يعني أن لا يرى الإنسان عيوبه بعد رؤيته لهذه المحاسن – فاعلموا أنّ هذا خطر؛ وهذا ما يُحذّر منه أمير المؤمنين.
قد يقول أحدكم: إنّني أجد في نفسي الخصوصيّة الفلانيّة، فماذا يجب أن أفعل؟ فقد يكون قد حصل على المرتبة الأولى من بين جميع التّلاميذ، أو حصل على درجة امتياز كبيرة في العمل الفلاني. فماذا يجب أن أفعل؟ هل أغضّ النّظر عن هذه الخصوصيّة؟ كلّا، بل فلتروا هذه الخصوصيّة؛ ولكن، إلى جانب ذلك، عليكم أن تروا النّواقص والعيوب ونقاط الضّعف الكثيرة الّتي تمتلكونها.
إنّ سبب إعجاب الإنسان بنفسه هو نظرته لنفسه. فإنّنا نرى الأمور الجيّدة فينا، ولكنّنا لا نرى الأمور المنفّرة والقبيحة والسّيئة؛ ولذا فإنّ نظرتنا تصبح نظرة شخص معجب بنفسه، وهذا خطأ. ولذا، علينا أن نرى نقاط ضعفنا إلى جانب نقاط قوّتنا.
«وَإيّاكَ وَالإِعجابَ بِنَفسِكَ وَالثِّقَةَ بِما يعجِبُكَ مِنها» أي لا تثق بذلك الشّيء الموجود في داخلك وجعلك معجباً بنفسك؛ أي عليك أن لا تصدّق أنّ في داخلك نقطة القوّة هذه. فقد يتصوّر الإنسان أنّ عنده أمور مميّزة، ولكن يكون ذلك وهماً وتخيّلاً؛ لأنّه يقوم بمقارنة نفسه مع أشخاص من مستويات أدنى، ويقيّم نفسه وفقاً لذلك؛ ولكنّه لو قارن نفسه بأشخاص آخرين لم يكن ليأخذ علامة جيّدة أبداً. ولذا، لا تعتمد على ما تراه في نفسك.
«وَحُبِّ الإِطراءِ» أي عليك أن تحذر من التّعلّق بكونك مورداً لمدح الآخرين. «فَإِنَّ ذلِكَ مِن أوثَقِ فُرَصِ الشَّيطانِ في نَفسِهِ لِيَمحَقَ ما يَكونُ‏ مِن إِحسانِ المُحسِنينَ» فإنّ حبّ الإنسان للمدح يعطي الشّيطان أفضل الفرص ليستفيد منها. فيأتي ويزيل إحسان المحسنين، أي يقوم بسلب الأعمال الحسنة والجميلة والفضائل الرّوحيّة والمعنويّة منكم.

المصدر
كتاب عهد الأمير للمسؤول والمدير |‌ الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟