فلسطين المحتلّة؛ نقطة انطلاق الاحتلال الصهيوني
في رأي المحتلين للأراضي الفلسطينية، قضية القدس قضية غير محسومة، فلا ينبغي لأحد أن يتصور أنّ الصهاينة المغتصبين وداعميهم الدوليين كانوا يريدون الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتشكيل حكومة هناك فحسب، وأنهم بعد أن أحتلّوا هذه الأراضي وشكلّوا الحكومة سينتهى الأمر؛ ليست هذه هي القضية. إنّ الأهداف التي كانت قائمة وراء تشكيل الكيان الصهيوني الغاصب في الأراضي الفلسطينية لم تتحقق بالكامل مع تشكيل الكيان الإسرائيلي الحالي، فالهدف أكبر من ذلك بكثير، الهدف هو إنشاء دولة على أرض أكبر وأكثر سكاناً مما اغتصبوه اليوم. كما ترون، بمجرد أن أظهرت لهم إحصائيات الحكومة الإسرائيلية، أنّ نموّ سكّان المسلمين في فلسطين المحتلة أكبر من نمو المهاجرين الصهاينة، قاموا وبمساعدة القوى والحكومات الداعمة لهم بتكثيف وتسريع جهودهم وخططهم القديمة في مجال الهجرة؛ لذلك، فإن قضية إسرائيل أكبر بكثير مما ترونه اليوم. كان من المتصور أن الدول العربية والإسلامية المجاورة للأراضي المحتلّة قادرة، أو على الأقل، تريد منع انتشار هذا الورم السرطاني في قلب العالم الإسلامي، المنطقة التي تربط القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا. في البداية، كان هذا التصوّر لدى الفلسطينيين وربما آخرين؛ لكن اليوم ثبت أنّه لا سبيل إلّا في حركة الشعوب وإرادة الجموع المسلمة في سائر أرجاء العالم الإسلامي[1].
- [1] خطبة صلاة عيد الفطر بتاريخ 27-4-1990م.