مفاوضات السّلام؛ حيلة الصهاينة للاحتلال الكامل
من القضايا التي تُطرح اليوم، والهدف وراءها نسيان القضية الفلسطينية والحيلولة دون طرحها في الرأي العام وإيصالها إلى الأمّة الإسلامية، ما يُسمّى بمفاوضات السّلام مع المجموعات الفلسطينية – أي عرفات وجماعته ـ مع الإسرائيليين؛ أيّ: التسوية وما يُسمّى بالحكم الذاتي الفلسطيني وما إلى ذلك؛ التي هي من أبشع الحيل والمكر الإسرائيلي، والتي انخدع بها وللأسف الشديد بعض المسلمين وبعض الفلسطينيين أنفسهم.
من الأمور التي يثيرونها اليوم، مسألة المفاوضات والتسوية بين هذه المجموعة والقادة الإسرائيليين، وهي من أبشع الحيل. لماذا؟ لأنّه استناداً إلى أفضل الافتراضات في المفاوضات الأخيرة التي قاموا بها – أي مفاوضات واي ريفر 2، بحسب ما يعبرون عنها – إذا تحقّقت جميع الالتزامات التي يجب أن يتعهّد بها الإسرائيليون، فإنّ ما ستحصل عليه الجماعة الفلسطينية البائسة أقل من 4% من الأراضي الفلسطينية! أيّ لا يعطون من هذا البلد الفلسطيني، الذي هو ملك الفلسطينيين ويعود كله إلى الشعب الفلسطيني وهو حقّهم سوى أربعة بالمائة منه، وهذه الأربعة بالمائة ليست في مكان واحد؛ بل ربّما تكون مجزأة ومتناثرة في عشرة مواضع! كما أنّهم لن يأذنوا لأولئك الذين سمحوا لهم بأن يقيموا دولة هنا؛ أيّ مجموعة ]عرفات[ هؤلاء بأن يعملوا كحكومة؛ بل يجب أن يكونوا هناك ليراقبوا الوضع لا يسمحوا للفلسطينيين المقيمين في هذه المنطقة أن يتخذوا إجراءات ضد الحكومة الإسرائيلية! أي: أعطوهم مساحة محدودة صغيرة ومتناثرة وغير قابلة للحكم وقيام دولة ولو غير متكاملة وناقصة! وما ينبغي عليهم أن يفعلوه في المقابل، هو اتخاذ إجراءات ضد المقاتلين الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة؛ إضافة إلى ما تقوم به الأجهزة الأمنية الإسرائيلية! هل هناك خيانة أعظم من هذه الخيانة؟!