«وإِنَّما عَمادُ الدّینِ وَجِماعُ المُسلِمینَ وَالعُدَّةُ لِلأَعداءِ العامَّةُ مِنَ الأُمَّةِ» إنّ ما يقوم به الدّين هو عامّة الشّعب. أمير المؤمنين هو من يقول هذه الجملة. وإذا كانت هذه «شعبويّة» فهي «شعبويّة علويّة»، وهي موضع لاحترامنا وتقديسنا. «والعُدَّةُ لِلأعداءِ» وفي مواجهة الأعداء، عامّة الشّعب يمثّلون العدّة والوسيلة. «فَليَكُن صِغوُكَ لَهُم وَ مَيلُكَ مَعَهُم» فلتكن منحازاً لهؤلاء العامّة. 09/10/2005
إنّ دعامة الدّين في المجتمع وبين الجموع المسلمة وما يمثّل الجهوزيّة في مواجهة الأعداء هم عامّة الشّعب هؤلاء، ويجب الحفاظ عليهم. هذا هو درس أمير المؤمنين، وهذا ما تعنيه «حكومة الشّعب». 01/07/1983
إنّ هذا بالضّبط هو الفرق بين الخواصّ والعوام الّذين نقول عنهم في زماننا هذا: لا تعتنوا بالخواص، واعتنوا بالعوام. إنّ هذه هي وصيّة أمير المؤمنين (ع). هذا لا يعني أن لا ندافع عن الخواصّ. ففي الجمهوريّة الإسلاميّة، إذا قام أحد اللّصوص بوضع سلّم وصعد على حائط شخص ظالم ومع أنّه ظالم ويكرهنا فإنّ هذا يُعدّ مخالفاً للإستقرار الأمنيّ، ويجب علينا أن نوقف هذا اللّص ونقطع يده. لا شكّ في هذا. ولكنّ المجتمع على أيّ حال منقسم بين مجموعتين، الأولى هي العوام، والّتي تكون دائماً، وبكلّ وجودها، تقف من صميم قلبها مع الدّين وتثق به، وتُدافع عن أيّ سلطة تابعة للدّين، والثّانية هي مجموعة الخواصّ. وقد يكون الخواص أهل العلم، أو أصحاب الفنّ الفلاني، أو أصحاب المهنة الفلانيّة، وهؤلاء ليسوا من مجموعة العوام.
علينا أن نقف مع العموم. وهذا لا يعني ما يطلق عليه في الإصطلاح «الشّعبويّة»، كلّا. وكلمة العوام لا تعني «من لا يفهمون» أو «من هم غافلون أو أمّيّون». العوام تعني «أكثريّة النّاس»، تلك الجموع العظيمة من النّاس الّتي تكون في الأعمّ الأغلب صاحبة الأجور الأقلّ. والخواص هم أولئك الأذكياء والأكثر نفوذاً الّذين يضعون مغارفهم بسرعة ويأخذون الدّسم ويضعوه في كاساتهم. ومن هم العوام؟ العوام هم الّذين لم يأتوا أسرع ليضعوا مغارفهم في القدور ويغترفوا ذلك القسم الدّسم من الطّعام لأنفسهم، بل هم الّذين يقومون بتقسيم ما بقي من طعام بين بعضهم البعض. إنّ هذه المجموعة هي العوام، ويجب علينا أن نكون في جانبهم. وعليكم أن تبحثوا في كيفيّة الوقوف إلى جانبهم. بالطّبع نحن ندّعي أنّنا منحازون إلى النّاس، وهذا ما فعلناه نحن جميعاً – بفضل الله – منذ انتصار الثّورة حتّى اليوم ولكن أحياناً نقوم بإظهار انحيازنا إلى النّاس عبر تصرّفاتنا وكلامنا وتواصلنا وحتّى في ابتساماتنا وغضبنا. إنّ الثّانية مهمّة. ليست الأولى كذب بالطّبع، وبحمد الله فإنّ الجمهوريّة الإسلاميّة منحازة للنّاس. 21/12/1992
إنّ أمير المؤمنين (ع) في تعبيره «الخاصّة» و«العامّة» يعني الخواص العوام. والخواص هم أصدقاؤنا، والمختارون في مدينة ما. هم أشخاص لهم اعتبارهم، ويملكون المال والعشيرة والشّهرة. ومن هم العوام؟ هم الّذين لا يملكون هذه الأمور. العوام هم من تجدونهم في الأسواق والطّرقات. إنّ لكلّ شخص من العوام في محيط منزله وحياته شأناً واعتباراً بالطّبع، ولكنّه في نظرنا من العوام. يقول (ع): إيّاك أن تسبّب عدم رضى العوام من أجل تأمين رضى الخواصّ. وقم دائماً بترجيح العوام على الخواصّ. وهذا هو بالضّبط عكس ما تظهره سلوكيّاتنا. والصّحيح هو ما يقوله (ع). إنّ الأشخاص المفيدون للبلاد والثّورة والحرب هم عادة هؤلاء العوام. 17/10/1995
تعليق واحد