مواضيع

التحذير من سلوكيات خاصة

من كتاب عهد الأمير للمسؤول والمدير للإمام الخامنئي

«ولَيسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعیَّةِ أثقَلَ عَلَى الوالي مَؤونَةً فِي الرَّخاءِ وأَقَلَّ مَعونَةً لَهُ فِي البَلاءِ وأَكرَهَ لِلإِنصافِ وأَساَلَ بِالإِلحافِ وأَقَلَّ شُكراً عِندَ الإِعطاءِ وأَبطَاَ عُذراً عِندَ المَنعِ وأَضعَفَ صَبراً عِندَ مُلِمّاتِ الدَّهرِ مِن أَهلِ الخاصَّةِ» إنّ المجموعات الخاصّة هي دائماً سبب للأذيّة؛ أوّلاً في وقت الرّخاء والرّاحة والخيرات الكثيرة، فإنّ مؤونتهم هي الأكبر على الوالي؛ توقّعاتهم كثيرة، أعطنا الشّيء الفلاني، أعطنا الإمكانات الفلانيّة. أثناء وقت الرّخاء وراحة البلاد والدّولة، حيث يعمّ الأمن ولا يوجد حرب أو أزمات، تكون أكبر تكلفة على الحكومة هي في الغالب من قبل هذه المجموعات الخاصّة. أنا أقول «في الغالب» بسبب ضعفي، ولكنّه (ع) لا يقول هذا، بل يصدر حكماً كليّاً بشكل مطلق. «وأَقَلَّ مَعونَةً لَهُ فِي البَلاءِ» وفي الصّعوبات، لا تحصل إلّا على أقلّ المساعدة منهم. مثلاً لو بدأت حرب، أو لم يعد هناك أمان، أو هجم عدوّ، فإنّه لن يكون هناك أيّ خبر عن هذه المجموعات الخاصّة؛ فهم أقلّ ما يكونون في هكذا ميادين.
«وأَكرَهَ لِلاِنصافِ» فيكرهون العدل والمساواة والإنصاف أكثر من الجميع. «وأَساَلَ بِالإِلحافِ» فيُصرّون على طلباتهم أكثر من الجميع. بالطّبع فإنّ النّاس العاديّين أيضاً يكتبون الرّسائل ويطلبون بعض الأشياء، وحين يكون الإنسان قادراً يجيبهم فيما يسألون، ولكنّه حين لا ينفّذ ما يطلبون، فإنّهم لا يعيدون الكتابة لمرّة ثانية أو ثالثة. ولكنّ المجموعات الخاصّة هؤلاء الّذين هم من أصحاب الأطماع السّياسيّة والاقتصاديّة إذا أرادوا شيئاً، فسيكونون كالقرادة. إنّ الإلحاف يعني الإلحاح والإصرار. لا يتركون الإنسان إلّا بعد انتزاع شيء وأخذه في النّهاية.
«وأَقَلَّ شُكراً عِندَ الإِعطاءِ» وحين تقوم بإعطائهم شيئاً يكون شكرهم الأقلّ مقارنة بغيرهم، وكأنّه حقّ لهم وكان يجب أن يصلهم؛ فلا تجدهم شاكرين أبداً. أمّا النّاس العاديّون فليسوا كذلك، فإذا قمتم ببناء مدرسة في منطقة محرومة من البلاد فسيدعون النّاس لكم ويظهرون محبّتهم ويشكرونكم. وفي المقابل، إذا أعطيتم هؤلاء الخواصّ أفضل الإمكانات فستجدهم الأقلّ شكراً.
«وأَبطَأ عُذراً عِندَ المَنعِ» وحين لا يقوم بإعطائهم شيئاً ما، حتّى لو كان لديه عذر، فلا يقبلون عذره. «وأَضعَفَ صَبراً عِندَ مُلِمّاتِ الدَّهرِ» وحين تأتي المشاكل، يكونون الأقلّ صبراً. فإذا حدث بلاء طبيعيّ أو اجتماعيّ، يكونون الأقلّ صبراً والأكثر تذمّراً، ويظهرون الجزع ويضربون الأرض بأقدامهم بشكل دائم.

المصدر
كتاب عهد الأمير للمسؤول والمدير |‌ الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟