الدفاع عن المستضعفين والمظلومين
على جميع طبقات الشعوب أن تتّبع هذا الرمز الإسلامي، هذا الرمز الإيماني. فلينهض المسلمون في جميع أنحاء العالم؛ بل لينهض المستضعفون. إنّ الله خصّ بوعده المظلومين؛ حيث يقول: <وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ>[1] الإمامة حقّ المستضعفين، الوراثة حقّ المستضعفين. والمستكبرون ـ في الواقع ـ غاصبون لهذا الحق، ويجب أن يخرجوا من الساحة، لقد طردنا مستكبري إيران من الساحة، وحلّ محلّهم المستضعفون[2].
* * *
يجب قطع أيدي المجرمين عن جميع الدول الإسلامية وعن جميع المستضعفين، ويجب أن يتحقّق وعد الله بجهود الشعوب الإسلامية[3].
* * *
أتمنى أن يتمّ إنشاء حزب باسم «حزب المستضعفين» في جميع أرجاء العالم، وأن يجتمع جميع المستضعفين معاً في هذا الحزب؛ لإزالة المشاكل التي تعترض طريق المحرومين، وللنهوض ضدّ المستكبرين وناهبي الأرض في الشرق والغرب، وعدم السماح للمستكبرين بالظلم وقمع مستضعفي العالم، من أجل تحقيق دعوة الإسلام ووعد الإسلام؛ أي حاكمية المستضعفين على المستكبرين ووراثة الأرض من قِبل المستضعفين. حتّى الآن، المستضعفون كانوا متفرّقين ومشتّتين، ولا يمكن فعل شيء مع الفرقة والتّشتت، والآن حيث تّحقق نموذج من اتحاد المستضعفين في بلاد المسلمين، فهذا النموذج ينبغي أن يتحقّق على مستوى أوسع في كل المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ، باسم «حزب المستضعفين» وهو «حزب الله»، ويوافق إرادة الله عز وجل في وراثة الأرض من قِبل المستضعفين. فإنّنا ندعو جميع المستضعفين في العالم إلى الالتحاق بحزب المستضعفين، وأن يحُلّوا مشاكلهم بيدٍ جماعية وإرادة عامّة حازمة، وكل قضية تنشأ في أيّ مكان ولأيّ شعب من الشعوب، يجب أن يتمّ حلّها من قبل حزب المستضعفين[4].
* * *
لقد طرحتُ اقتراحاً منذ أيّام، وإذا ما نفّذوا هذا الاقتراح، فإنّه سيؤدي ـ إن شاء الله ـ إلى تكوين العلاقات شيئاً فشيئاً، وهو إنشاء حزب للمستضعفين؛ جميع مستضعفي العالم؛ سواء المسلمين أو غير المسلمين[5].
* * *
يا مسلمي العالم ويا مستضعفي العالم، تكاتفوا وتوجّهوا إلى الله العظيم والجأوا إلى الإسلام، وانتفضوا بوجه المستكبرين والمعتدّين على حقوق الشعوب[6].
* * *
على المستضعفين أن يتكاتفوا ويقطعوا جذور الفساد عن بلدانهم، فالصّلح والسّلام في العالم منوطٌ بفناء المستكبرين. وما دام هؤلاء الهمج المتجبرون على الأرض، لن يصل المستضعفون إلى ميراثهم الذي منّ الله عز وجلّ به عليهم.
فيا أيّها المضطهدون في العالم! من أيّ طبقة كنتم ومن أيّ بلد، عودوا إلى رشدكم ولا تخافوا من أمريكا وغيرها من المتجبّرين عديمي العقول، انهضوا وضيّقوا الخناق عليهم واستعيدوا حقّكم منهم بقبضاتكم المشدودة[7].
* * *
إنّني آمل أن تكون هذه التعبئة الإسلامية العامّة التي تحقّقت في إيران نموذجاً لجميع المستضعفين والشعوب الإسلامية في جميع أرجاء العالم، وليكن القرن الخامس عشر قرن تحطيم الأصنام الكبيرة وحاكمية الإسلام والتوحيد بدلاً من الشرك والزندقة، والعدل والعطاء بدلا من الطغيان والظلم، قرن حاكمية أُناس ملتزمين بدلاً من آكلي لحوم البشر الهمج. يا مظلومي العالم؛ انهضوا وأنقذوا أنفسكم من براثن الظالمين المجرمين[8].
* * *
إنّنا اليوم ننتظر الشهادة حتّى يقف أبناؤنا غداً بفخر بوجه الكفر العالمي، ويحملوا عبء الاستقلال الحقيقي بكلّ أبعاده على أكتافهم، ويُعلنوا بكلّ فخر رسالة تحرير المستضعفين في العالم. فيا أيّها الجنود الأبطال والشجعان، ويا جنود ثورة الشعب الإيراني الإسلامية؛ كنتم منذ البداية هدفاً للجماعات والفصائل المنحرفة، وقد زادكم هذا الأمر فخراً وشرفاً، وهذا الاستهداف مستمرّ حتّى الآن أيّها الأعزاء، فإنّ ألدّ أعدائكم هم الجماعات الأكثر عداءً للإسلام.
حاولوا ألّا تسمحوا للمنافقين بالتسلّل بينكم وبثّ الفرقة بينكم وبين إخوانكم المقاتلين، الآن القوّات العسكرية والقوّات الأمنية مثلكم وغيرها من القوّات المسلّحة الشعبية كلّكم جيوش الإسلام وإخوان في الدين[9].
* * *
إنّ الشعب والحكومة والبرلمان والجيش والقوّات المسلّحة الأخرى في إيران، الذين أصبحوا اليوم صفّاً واحداً بفضل الوحدة الإسلامية والانسجام الإلهي، عازمون على الوقوف بوجه كلّ قوة شيطانية تنتهك حقوق الإنسان؛ دفاعاً عن المظلومين، وسيبقون داعمين للبنان والقدس العزيزة حتّى عودة القدس وفلسطين إلى أحضان المسلمين[10].
* * *
إذا أراد العالَم أن يتخلّص من شرّ الفساد، فعلى جميع المستضعفين أن يتكاتفوا ويحُدّوا من صلاحيّات القوى العظمى في بلدانهم… على أيّ حال؛ إذا أرادت البشرية والمستضعفون في العالّم أن يعيشوا حياةً إنسانيّة كريمة، عليهم أن يتكاتفوا ويحُدّوا من قوّة تلك القوى التي لها حقّ «الفيتو»[11].
* * *
عليكم أن تعلموا أنّ جميع الشعوب حتّى الشعوب غير المعتقدة بالإسلام؛ إنّ جميع الشعوب المضطَهدة في العالم، التي كانت ولاتزال تحت سيطرة المستكبرين، قد علّقوا آمالهم بهذه الثورة التي تحقّقت في إيران[12].
* * *
على مستضعفي العالم؛ سواء كانوا تحت سيطرة أمريكا أو تحت سيطرة القوى الأخرى، أن يعلموا بأنّهم إذا لم يستيقظوا ويتكاتفوا وينهَضوا، فلن يتخلّصوا من سطوة الشياطين. فعلينا جميعاً أن نحاول تحقيق الوحدة بين المستضعفين مهما كانت عقيدتهم ودينهم، فإذا كان في هذا الأمر ضعف ـ لا سمح الله ـ فإنّ القوّتين الشرقية والغربية المستكبرتين ستدمّران الجميع كالسرطان. إنّنا عازمون على تدمير سيطرة جميع القوى، فعليكم أيضاً أن تجتهدوا من أجل توحيد وجمع الأمم معاً على الحق. والمهم أن تحافظوا على الإخلاص في دينكم، ونحافظ على الإخلاص في ديننا، وأن نتوكّل على الله تبارك وتعالى، لتشملنا عنايته، وتخرجنا من سيطرة وسطوة هذه القوى[13].
* * *
إنّني أتمنّى أن تنجحوا، كونوا مطمئنّين من نجاحكم، وستكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية معكم ومع جميع المسلمين؛ بل مع جميع المستضعفين في العالم[14].
* * *
سندافع عن حقوق الفقراء في جميع المجتمعات الإنسانية حتّى آخر قطرة دم… وعلينا أن نجهّز أنفسنا لتأسيس جبهة إسلامية إنسانية قويّة تحمل اسم وعنوان الإسلام وثورتنا ضدّ الجبهة الموحّدة في الشرق والغرب. كما ينبغي الاحتفال برفعة المحرومين والحفاة في العالم… فقد أظهرت ثورتنا الإسلامية ـ حتّى الآن ـ مكامن الشياطين وفخاخ الصيّادين للشعوب. إنّ العَلمانيين والرأسماليّين وأتباعهم يتوقّعون منّا أن نشاهد تهشّم الأطفال وسقوط المظلومين في البئر دون أن نحذّر من ذلك؛ والحال أنّ واجبنا الرئيسي وواجب ثورتنا الإسلامية أن ننادي في كلّ أنحاء العالم: أيّها النائمون أيّها المغفّلون! استيقظوا وانظروا إلى ما حولكم، إنّكم اتخذتم بيوتاً بجوار أوكار الذئاب، انهضوا فإنّ هذا المكان ليس محلاً للنوم! كما علينا أن نصرخ أن انتفضوا سريعاً، فالعالم ليس بمأمن من الصيّادين! وإنّ أمريكا والاتحاد السوفيتي يتربّصان بكم، ولن يتركوكم حتّى يقضوا عليكم بالكامل. فلو تشكّلت التعبئة العالمية للمسلمين، فهل سيجرأ أحد على القيام بهذا القدر من التجاوز والشرّ والاعتداء في حقّ أبناء رسول الله (ص) الروحيّين؟[15]
* * *
يا مستضعفي العالم، ويا أيتها الدول الإسلامية، ويا أّيّها المسلمون في أرجاء العالم! انهضوا واستعيدوا الحقّ بالمخالب والأسنان، ولا تخافوا ضجيج القوى العظمى وعملائهم، واطردوا الحكّام المجرمين من بلدانكم؛ الحكّام الذين يسلّمون ثمرة أتعابكم وثرواتكم لأعدائكم وأعداء الإسلام العزيز، واستلموا أنتم والطبقات الخدومة والملتزمة زمام الأمور، واجتمعوا تحت راية الإسلام الأبيّة، وادفعوا مع محرومي العالم أعداء الإسلام، وسيروا نحو دولة إسلامية جامعة ذات جمهوريات حرّة مستقلّة، فإن تمكّنتم من ذلك، فستجبرون كلّ مستكبري العالم على أن يرجعوا أدراجهم، وستُمكّنون مستضعفي الأرض من الوصول إلى الإمامة ووراثة الأرض؛ على أمل ذلك اليوم الذي وعدنا الله تعالى به[16].
* * *
- [1] القصص: 5
- [2] أقوال الإمام الخميني في جماعة من المسلمين الباكستانيين والهنود بتاريخ 14/5/1979م
- [3] رسالة الإمام الخميني إلى هاشمي الرفسنجاني بتاريخ 26/5/1979م
- [4] أقوال الإمام الخميني في جمع من الناس بتاريخ 18/8/1979م
- [5] تصريحات الإمام الخميني في جمع من الإخوة والأخوات الكويتيين بتاريخ 25/8/1979م
- [6] رسالة الإمام الخميني بمناسبة يوم عرفة بتاريخ 21/11/1979م
- [7] رسالة الإمام الخميني في تجمع ذوي الشهداء في عموم البلاد بتاريخ 9/2/1980م
- [8] رسالة الإمام الخميني بمناسبة أسبوع تعبئة المستضعفين بتاريخ 20/2/1980م
- [9] رسالة الإمام الخميني بمناسبة يوم الحرس بتاريخ 6/6/1981م
- [10] رسالة الإمام الخميني بمناسبة يوم القدس العالمي بتاريخ 1/8/1981م
- [11] كلمة الإمام الخميني في جمع من الأساتذة بتاريخ 24/1/1982م
- [12] تصريحات الإمام الخميني في جمع من قادة الجيش بتاريخ 13/6/1982م
- [13] تصريحات الإمام الخميني في لقاء الوكيل الثقافي لوزارة الخارجية بتاريخ 10/5/1983م
- [14] لقاء مع أعضاء المجلس المركزي لحزب الله لبنان بتاريخ 28/2/1988م
- [15] رسالة بمناسبة ذكرى مذبحة مكّة الدامية بتاريخ 20/7/1988م
- [16] الوصیة السياسية – الإلهية لسماحة الإمام بتاريخ 4/6/1989م