مواضيع

تصدير الثورة الإسلامية

ما نريده هو أن يُطبّق الإسلام بكلّ ما يشتمل عليه من محتوى، وهو ثمرة طيّبة وحُلوة مَن ذاقها نال اللّذة الأبدية، نريد تطبيق هذه الحقيقة وهذا النور، تطبيق نور الإسلام العزيز بمحتواه العزيز في جميع المجتمعات والبلدان الإسلامية في جميع أنحاء العالم؛ بل أمنيتنا هي أن تتّسع حدود البلاد الإسلامية إلى أماكن أخرى إن شاء الله، ونأمل أن ترفرف راية الإسلام الأبيّة في جميع أنحاء الكرة الأرضية[1].

* * *

إنّنا نريد أن تتّصف كلّ الدول الإسلامية بهذه الخصائص ويتحقّق فيها ما تحقّق في إيران. يجب أن تُصدَّر هذه الثورة إلى كلّ الدول الإسلامية، ويقف جميع مستضعفي العالم في وجه المستكبرين، ويمسكوا زمام أمورهم ويأخذوا حقّهم، وليعلَموا أنّ الحقّ لن يُعطى ولا بدّ أن يُؤخَذ[2].

* * *

أتمنّى أن يتمّ تصدير ثورتنا هذه إلى العالم أجمع وإلى كلّ المستضعفين لإنقاذ كلّ المظلومين والمستضعفين، وليسلك الجميع الطريق الذي سلكتموه أنتم وتغلّبتم به على عدوّ الإسلام وعدوّ الشعب؛ كذلك يَغلب المستضعفون المستكبرين[3].

* * *

سيرون بأجمعهم أنّه إذا أتت هذه الثورة في إيران بثمارها إن شاء الله، وإذا تحقّقت بالشكل الذي يريده الإسلام، فإنّ هذه الثورة ستصدّر لا محالة إلى الخارج، ولا داعي لأن يذهب أحد للقيام بهذا الأمر. بالطبع؛ من الواجب أن تكونوا دعاة لها في كلّ مكان، لكن إذا أدرك العالم هذه الثورة ـ فالقوى المتجبّرة تدرك هذه الثورة، لذلك يشعرون بالخطر والتهديد ـ، وإذا أدرك المظلومون بأنّ الثورة هي طريق الخلاص، وإذا بلغت هذه الثورة ـ إن شاء الله ـ أقصى غاياتها وحَكم الإسلام هنا؛ حيث لا حيثية ولا حاكمية لغير الإسلام، فهذا الأمر يشكّل خطراً على الدول الكبرى ورَعاياها، كما أنّه أمل لمستضعفي العالم[4].

* * *

لقد أعلنّا لمرّات عديدة عن هذه الحقيقة والغاية فيما يتعلّق بسياستنا الخارجية والدولية الإسلامية، بأنّنا نريد توسعة نفوذ الإسلام في العالم والحدّ من سيطرة القوى العظمى الآكلة للعالم. والآن، إذا أراد عملاء أمريكا أن يسمّوا هذه السياسة سياسة توسّعيّة وتفكّراً في تكوين إمبراطورية عظيمة، فإنّنا لا نخاف من ذلك ونرحّب به. إنّنا نريد قطع جذور الصهيونية الفاسدة والرأسمالية والشيوعية في العالم، قد عزمنا تدمير جميع الأنظمة التي تقوم على هذه الأسس الثلاثة بفضل الله ولطفه وتعزيز ما جاء به رسول الله (ص) من نظام إسلامي في عالم يسوده الاستكبار، وستشهد الشعوب المضطَّهدة ذلك عاجلاً أم آجلاً. إنّنا سنمنع بكلّ ما أوتينا من قوّة انتشارَ الابتزاز وحصانة عملاء أمريكا، ولو بالقوة. سوف لن ندع ـ إن شاء الله ـ أن تُتّخذ الكعبة والحج ـ هذا المنبر العظيم الذي ينبغي أن يعكس صوت المظلومين للعالم أجمع ويدوّي صوت التوحيد فيه – وسيلة لرفع صوت التسوية مع أمريكا والاتحاد السوفيتي والكفر والشرك. نسأل الله أن يمنحنا قوّة لدقّ ناقوس الموت لأمريكا والاتحاد السوفيتي؛ ليس من كعبة المسلمين فحسب؛ بل من كنائس العالم أيضاً. وإنّي أُعلن بصراحة أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستثمر كلّ قدرتها من أجل إحياء هويّة المسلمين الإسلامية في جميع أرجاء العالم، ولا ترى سبباً لعدم دعوة مسلمي العالم إلى اتباع مبادئ الاستيلاء على القدرة في العالم وإيقاف أطماع وجشع أصحاب السلطة والمال والمكر. فعلينا أن نخطّط لتحقيق أهداف ومصالح الشعب الإيراني المحروم، كما علينا أن نسعى بكلّ ما لدينا من أجل التواصل مع شعوب العالم ومعالجة مشاكل المسلمين وقضاياهم ودعم المقاتلين والمستضعفين والمحرومين، يجب أن نعتبر هذا الأمر أحد مبادئ سياستنا الخارجية. إنّنا نعلن بأنّ جمهورية إيران الإسلامية ستبقى إلى الأبد داعمة للمسلمين الأحرار في العالم وملجأً لهم، وأنّ دولة إيران باعتبارها حصناً عسكرياً منيعاً ستسعى في توفير احتياجات جنود الإسلام وتعليمهم الأسس العقائدية والتربوية للإسلام، كما تعرّفهم أيضاً على أصول وأساليب القتال ضد أنظمة الكفر والشرك[5].

* * *


  • [1] تصريحات الإمام الخميني في جمع من الإخوة والأخوات الكويتيين بتاريخ 25/8/1979م
  • [2] تصريحات الإمام الخميني في جمع من ممثلي وسفراء الدول الإسلامية بمناسبة عيد الفطر المبارك بتاريخ 11/8/1980م
  • [3] تصريحات الإمام الخميني أمام مواطني مدينة أرومية بتاريخ 17/8/1980م
  • [4] تصريحات الإمام الخميني في جمع من أئمة جمعة محافظتي أصفهان وجهار محال بختياري بتاريخ 20/1/1982م
  • [5] رسالة بمناسبة ذكرى مذبحة مكة الدامية بتاريخ 20/7/1988م
المصدر
كتاب السياسة الخارجية والعلاقات الدولية في فكر الإمام الخميني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى