خطابات

كلمة الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله في اليوم التاسع من محرم 1446ه




حادث مؤسف واستشهاد سمير عيد قباني في حي ماضي

الشهيد سمير قباني شهيد الواجب ووحدة الصف

قبل يومين، ثلاثة أيام، حصل حادث مؤسف هنا في حي ماضي. طبعاً ‏الحادث، الإشكال ليس بين حركة أمل وحزب الله، إشكال على الحاجز طبعاً أخوان بالحركة الذين يقيمون ‏عادة خيمة العزاء في حي ماضي حصل إشكال معين مع بعض الناس، وأخونا مسؤول الشعبة الأخ المجاهد ‏العزيز والحبيب سمير عيد قباني هو معروف، يعني أخ ودود ومحب، علاقته مع الكل جيدة، يعني مع شباب ‏حزب الله، شباب حركة أمل، الناس في الحي. أخونا كالعادة كان يتصدى من أجل أن يساعد بمعالجة المشكل، ‏حصل إطلاق نار وأصيب ثم استشهد. طبعاً هو شهيد أداء الواجب، شهيد منع الفتنة، شهيد التأكيد على ‏وحدة الصف، شهيد القيام بالمسؤولية لمن يسأل عن شهادته.

موقف ثابت لمعالجة الحوادث المحدودة ودرء الفتنة

 قبل أن أقدم العزاء، أحب أن أؤكد على نقطة، أنه عادة هذا النوع من الحوادث كان يحصل وإن كان نادراً ‏جداً. أنا أتذكر مثلا من سنة التسعين أو اثنين وتسعين من التسعين إلى الآن نحن بالألفين وأربعة وعشرين، ‏يعني الحوادث المشابهة يمكن محدودة العدد، على أصابع اليد الواحدة. خلال أكثر من ثلاثين سنة يمكن حصل عدد من ‏الحوادث من هذا النوع. طبعاً نحن والأخوة في حركة أمل «متبانين ومتفاهمين» على قواعد عندما يحصل إشكال ‏من هذا النوع، وحصل هذا سابقاً، والتزمنا الجهتان بهذه القواعد، أن التحقيق بالحادث يكون مسؤولية الجيش ‏اللبناني، مخابرات الجيش. كل واحد ما يمتلك من معلومات، معطيات، شهود، مخابرات الجيش هي التي ‏تقوم بالتحقيق ونحتكم للقضاء الرسمي، القضاء اللبناني، ومن يتحمل مسؤولية إطلاق النار يسلم لمخابرات ‏الجيش وللقضاء، وبعدها تأخذ الأمور مسارها الطبيعي، ونتعاون بشكل طبيعي حسب حجم الحادث يصدر ‏بيان مشترك، نعزي بعضنا، هذه هي الآلية المعتمدة لمعالجة أي إشكال من هذا النوع لأنه يكون إشكالاً ‏محدوداً وليس له خلفية سياسية وأبعاد، وقطعاً للطريق على أي فتنة. طبعاً هنا أنا أريد أن أشيد بعائلة الشهيد ‏الأخ سمير، وأعزي هذه العائلة الشريفة فرداً فرداً، واسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبله في الشهداء. هذا الأخ ‏العزيز والكريم والمحب والمسؤول والمجاهد والمضحي بحق. أيضاً يجب أن أشيد بانضباطية الأخوة ‏ووعيهم وبصيرتهم، خصوصاً شباب حي ماضي وشباب القطاع الذين تصرفوا في تلك الليلة وفي اليوم الذي ‏تلاها بكامل المسؤولية دون انفعال، مع العلم أنه كما تعلمون عادة بعض وسائل الإعلام، بعض مواقع التواصل ‏تدخل على الخط فوراً وتحاول التجييش للفتنة. الموضوع هذه هي حدوده، نحن وإخواننا في حركة أمل، طبعاً ‏في تلك الليلة كان هناك تواصل طوال الليل وطوال النهار، وتم معالجة الموضوع، والآن التحقيق عند مخابرات ‏الجيش، والذي يتبين انه مطلق النار سيتم تسليمه إلى مخابرات الجيش، ويأخذ الأمر مساره الطبيعي. ‏

رفض الفتنة والتأكيد على الوحدة في مواجهة التحديات

ما أريد أن أؤكد عليه هو عدم السماح، لأنه أنا شاهدت على مواقع التواصل، بعض وسائل الإعلام، حاولوا ‏تضخيم الحادث، حاولوا أن يثيروا الفتنة ويحرضوا عند الأخوة في الطرفين، هذا لا يجوز الإصغاء له على ‏الإطلاق، واصلاً لا يجب أن نتجاوب مع هذه الكلمات وهذه الدعوات، بل أقول لكم لأنه موجود لدينا ‏في الأحاديث أو الروايات أو في كتب التاريخ، الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. فكل من يريد أن يوقظ الفتنة العنوه ‏وليس فقط قاطعوه، العنوه أيضاً، خصوصا في هذه المرحلة التي نعيش فيها نحن كلنا سويا في مواجهة كبرى، ‏في معركة طوفان الأقصى، تحديات داخلية، تحديات إقليمية. اليوم مثلا إذا شاهدتم بالتلفاز تشييع في كفركلا، ‏نعش ملفوف بالعلم الأصفر ونعش ملفوف بالعلم الأخضر، سويا يشيعون، أمل وحزب الله سويا ‏في كفركلا. وأي أحد يحاول اللعب على هذا الموضوع يجب أن نصده بقوة، أن لا نسمح، أن لا نتسامح بهذا ‏الموضوع لا بعبارة ولا بهمز ولا بلمز ولا بأي شيء على الإطلاق. مجدداً لعائلة الشهيد الأخ سمير عيد ‏قباني رحمة الله عليه رضوان الله تعالى عليه، مواساتنا وتعازينا، الله يصبرهم ويثيبهم أجراً وثواباً إن شاء الله، ‏وإن يحشر شهيدنا العزيز مع كل هؤلاء الشهداء الأعزاء الذي مضوا في هذا الطريق.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟