مواضيع
من الجندي البسيط إلى المخطط الاستراتيجي
إنّ الدّفاع المقدس فضلاً عن أنه كان امتحاناً كبيراً للشّعب الإيراني، كان أيضاً ساحةً لظهور القدرات والاستعدادات. أنتم تلاحظون أنّ شاباً يدخل إلى ميدان الحرب لا يُجيد الأمور المرتبطة بالعمل العسكري جيداً، لكن بعد مضيّ سنة أو سنتين تقريباً، يُصبح استراتيجياً عسكرياً؛ وهذا أمر مهم جداً. كما هو حال الشهداء والقادة الكبار وأمثالهم؛ فالشهيد “حسن باقري”[1] مثلًا كان مخطط حرب بلا شك، وكل من ينكر هذا الأمر فهو غير مطّلع، وإلاّ فمن يعرف سيرى أنّ هذا الشّاب الّذي لم يتجاوز عمره العشرين عاماً ونيّفاً كان مخطّط حرب في عام 1982م، وقد انضمّ إلى ساحات الحرب في عام 1980م. هذا هو مسير حركة جندي انطلق من الصّفر إلى عسكري، حركة قد تستغرق عشرين أو خمسة وعشرين عاماً [في العادة]؛ لكن هذا الشّاب قطع هذا المسير في سنتين[2].