مواضيع

الشهيد محمود كاوه قائد في الحرب والتقوى

من الجيد أن أتحدّث عن أخي العزيز الشهيد “محمود كاوه”. تعود معرفتي بالشهيد محمود منذ صغره، فقد كان والده من أصحاب مسجد الإمام الحسن الملازمين له بشكلٍ دائم، وكنتُ أُلقي الخطب وأصلّي هناك، وكنت أراه يُمسك بيد ابنه الوحيد هذا ويُحضره معه. وقد يعرف الإخوة المشهديون والده أيضاً؛ فقد كان رجلاً حماسياً وشجاعاً منذ ذلك الحين، وفي بعض الأحيان كان ينطق بكلماتٍ حادّة لا يجرؤ أحد على التّفوّه بها في جوّ الاختناق ذاك.

لقد تربّى ذلك الفتى في مثل هذه البيئة الحماسية والفكرية، وكانت المواضيع المطروحة في مسجد الإمام الحسن (ع) غذاءه الفكريّ منذ حداثة سنّة، فعندما كان يأتي إلى هناك، لربما كان في الثانية عشرة أو أكثر، لا أذكر ذلك بشكلٍ دقيق، وكان من الأشخاص المميزين، ومن أهل بناء النفس من الناحية المعنوية والأخلاقية والتقوى بالفعل، وأيضاً من النّاحية الحربية.

في إحدى العمليات الأخيرة، جُرحت يده، فجاء إلى مشهد وبقي في المستشفى لمدّة قليلة على ما يبدو [لتلقي العلاج]، ثم عاد ثانية إلى الجبهة. جاء لزيارتي في طهران آنذاك، فرأيتُ أنّ يده قد تورّمت – وأنا لديّ حساسية خاصة تجاه من تُصاب يده، فأُبادر على الفور إلى سؤاله عنها – لهذا؛ سألته: هل تؤلمك يدك؟ فقال: لا، لكنني عرفتُ فيما بعد من الإخوة المشهديين الموجودين بأنّها كانت تؤلمه كثيراً، لكنّه كان يكتم الألم ولا يأتي على ذكره، عملاً باستحباب كتمان الألم عن الآخرين، وقد كان لديه مثل هذه الحالة في تربية نفسه.

لقد كان قائداً ممتازاً من النّاحية الإدارية أيضاً؛ حيث كانت وحدته هي لواء الشّهداء الخاصّة – وقد أصبحت اليوم فرقة -، كانت وحدة جيّدة ومعروفة على أنها من الوحدات الفاعلة. شارك [الشهيد محمود كاوه] في العديد من العمليات المختلفة، وأصبح خبيراً في ميدان الحرب، ولقد تميّز في التنظيم الإداري والإدارة القوية، وتكوين علاقات صداقة قوية مع عناصر الكتيبة، وكذلك من الناحية المعنوية، والأخلاقية، والأدب، والتربية، والالتفات، والذكر. لقد كان شاباً لكنه شابٌ مميز[1]


[1] من خطابه خلال لقائه بعوائل الشهداء والجرحى والأحرار في محافظة همدان بتاريخ 6/4/ 2004م.

المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟