ضابط الحرس وعظمة عوائل الشهداء
قرأتُ في المعلومات الّتي أعطوني إيّاها، أنّ هناك ضابطاً رفيع المستوى من الحرس بين شهداء همدان، عندما سألته أمّه ماذا تعمل في الحرس؟ أجابها: “إنني عامل نظافة هناك”. [فصدّقته] وظنّت والدتُه أنّ هذا الشّاب هو فعلاً عامل بسيط، وعندما ذهبوا من أجل طلب يد فتاة لابنها، سألتها عائلة الفتاة عن عمل الشّاب، فقالت الأمّ بأنّه عامل نظافة في الحرس. إلى أن دُعيت إلى اجتماعٍ عُقد لمناسبة ما، وكان هناك شخصٌ يخطب في المراسم يُشبه ابنها كثيراً، فسألت عنه فقيل لها إنه فلان وهو أحد الضّباط في الحرس. عندها عرفت الأم عمل ابنها.
المواضيع التي كنّا نقرأها في التّاريخ ونعتبرها أساطير، صارت تتحقق في حياتنا الواقعية. أنا أُريد أن أخبر الشباب بهذه الأمور، [أُريد أن أقول] لأبناء الشهداء وعوائلهم: تلك العظمة الّتي أظهرتها عوائل الشّهداء والآباء والأمهات لا تقلّ عن عظمة الشّهداء. لقد واجهنا آباء وأمهات تلقّوا الخبر المفجع لفقدان وشهادة ابنهم كأنه بشارة؛ لأنهم كانوا يعلمون في أيّ نهج انطلق أبناؤهم[1].
- [1] من خطابه خلال لقاء بمجموعة من العاملين في مجال الثقافة بتاريخ 12/8/1992م.