مواضيع

الثقافة الجهادية

إن ثقافتنا كانت جبهتنا الخلفيّة في مواجهة الشّعب الإيراني لتعنّت الاستكبار العالمي، ولقد كان منطق جبهتنا الخلفية هذه، هو الأخلاق الإسلامية، والتّوكل على الله، والإيمان وحبّ الإسلام؛ أي حبّ تلك الأم الّتي استشهد أربعة من أبنائها وهي تقول إنها راضيةٌ، فقد قدّمتهم في سبيل الإسلام.

لقد رأيتُ عوائل [الشهداء] عن قرب، وزرتُهم في منازلهم، وتكلّمتُ مع آبائهم وأمّهاتهم، وهذه ليست مجرّد رواية، [فلقد رأيت] العوائل الّتي لديها ابنان استشهد كلاهما، أو العوائل التي لديها ثلاثة أبناء وقد استشهدوا جميعاً. هل هذا الأمر مزاحاً؟! وهل يمكن تحمّل مثل هذه المصيبة؟! يجب أن يشعر الأب والأم بالجنون من شدّة الحزن، لكن تقول الأم – والّتي لديها عاطفة جيّاشة – بكامل الصلابة: “لقد قدّمنا هؤلاء في سبيل الإسلام ولا اعتراض لدينا”. يا للعجب![1]

قالت لي أمّ شهيدين: “لقد دفنتُ ولديّ ووضعتهما تحت التراب دون أن ترتجف يدي”. وقال والد عدّة شهداء: “لو كان عدد أبنائي يبلغ ضعف هؤلاء، لكنتُ مستعداً لتقديمهم في سبيل الله”. ما هو هذا المعدن؟! ما هو هذا الجوهر؟! ما هو هذا الوميض اللّامع الّذي وضعه الله في الشهادة، فيُنير الدّنيا المظلمة هكذا؟! لقد حمل الشّعب الإيراني رجالًا ونساءً هذا الوميض لثماني سنوات في قلوبهم، وقد ساعدهم الله ومدّهم بعونه.


[1] من خطابه خلال لقاء الجرحى والمضحين وعوائل الشهداء في محافظة فارس بتاريخ 2/5/2008م.

المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟