مواضيع

نورانية التعبويين وذكرى مع الرائد رستمي

لقد شاع في مرحلة الدّفاع المقدس أن يُقال بأن فلاتاً يسطع نوراً؛ أي أنه سيستشهد قريباً. ولقد رأيتُ نورانية حضور التّعبويين بنفسي عدّة مرات، وهناك ذكرى مرتبطة بمحافظتكم، من الجيّد أن أذكرها لكم. كان هناك رائد يُدعى الرائد رستمي، عرفنا لاحقاً أنّه من أهالي “آشخانه”، انضمّ إلى التعبويين برغبته الشّخصية، وكان عنصراً في فريق الشهيد شمران، وكنت أراه يتردد باستمرار إلى الكتيبة.

في إحدى الليالي، كنت جالساً مع المرحوم شمران، وكنّا نتكلّم حول بعض الأمور المرتبطة بالجبهة وأعمال اليوم التالي؛ فدخل الشهيد رستمي هذا، وكان قد مضت عدّة أيام دون أن أراه فيها؛ حيث كان في منطقة العمليات، وأنجز العديد من الأمور، وجاء [إلى الشهيد شمران] حتّى يقدّم تقريراً. كان ملطّخاُ بالوحل من رأسه إلى أخمص قدميه؛ حذاؤه متّسخ، وثيابه كذلك، ووجهه متعب، ولحيته كثّة؛ لكن عندما نظرتُ إلى وجهه، كان نورانياً يسطع مثل القمر. ولم يسبق لي أن رأيتُه بمثل هذه الحالة، ثم استشهد بعدها. لقد كان عسكرياً، لكنه دخل الميدان مع التعبويين، وكان يمارس أنشطته، ويجاهد، ويُقدّم العديد من التّضحيات مع التعبويين في مجموعة الشهيد شمران، ثم نال الشهادة.

الكثيرون رأوا هذه النّورانية، وقد رأيتُها أنا أيضاً، ورآها آخرون أكثر منّا. وهذا ناجم من الحضور القويّ[1].


  • [1] من خطابه خلال لقاء التعبويين في محافظة خراسان الشمالية بتاريخ 15/10/2012م.
المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى