مواضيع

رصاصةٌ في قلب الاستكبار

بعد تأليف كتاب “آيات شيطانية”، تم الترويج له في جميع دور النشر الاستكبارية المركزية في البلدان الغربية المعروفة.  في حينها كنتُ أفكّر قبل مدّة من صدور حكم الإمام، في سبب هذا التّرويج الواسع لهذا الكتاب في جميع المجلّات! وقد خطرت بعض الأمور والقرارات على بالي. وقد كان من الواضح أنّ هذا الكتاب سيلقى وراجاً من خلال الإعلام، ليستقطب أكبر عدد من المعجبين والقرّاء، ولكي يصل إلى البلدان الإسلامية ويُترجَم بلغاتٍ مختلفة. كانت هذه هي الخطوة الأولى، والّتي لو تمّت بنجاح – طبعاً؛ وكانت ستتم لو لم يصدر حكم الإمام – لجاء دور إنتاج الأفلام، ولأنتجوا عشرات الأفلام عن هذا الكتاب في جميع دور السينما في العالم، ولملأوا جميع القنوات العالمية والتلفاز من الأفلام التي تم إنتاجها وكتابتها على أساس هذا الكتاب المفسد والوضيع. فهم أرادوا الترويج للسخرية بالمقدسات الإسلامية وتحقيرها والإساءة لها في جميع الأجواء الثقافية في العالم أجمع؛ سواء العالم الإسلامي أو غير الإسلامي.

قال الإمام بأنّه مهدور الدم ويجب أن يُقتل، وهذا الأمر أشدّ من مجرّد منع الكتاب؛ [فهو يؤدي إلى أن يُعيد أمثاله حساباتهم]، فعندما يكتب كاتبٌ كتاباً ويحصل على المال من أجل نشر الفساد وكتابة الفاحشة، ثم يعرف بأنه سيخسر حياته بسبب هذا العمل وسيُكلّفه ثمناً باهظاً، فسوف يختلف الأمر! وإنّ ما قام به الإمام أصاب مؤامرة الاستكبار في الصميم؛ أي أنّ كلّ مَن تسوّل له نفسه أن يكتب مثل هذا الكتاب أو يصنع فيلماً عنه أو يعرضه في السينما، فهو معرّض للقتل من قِبل المسلمين الّذين سمعوا بفتوى الإمام وأيدوها وعزموا على العمل بها. لم يعُد من السهل الإقدام على مثل هذا الأمر. لقد هاجمت فتوى الإمام قلب الاستكبار ومزّقته إرباً، ولهذا ارتفع صوت اعتراضهم عالياً في العالم[1].


  • [1] خطبة صلاة الجمعة في طهران بتاريخ 3/3/1989م.
المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟