يجدر بنا أن لا نتفوّه بمثل هذا الكلام
بعدما حصل، أدرك الناس وجود مقصّر [بين المسؤولين]، وطالبوا بمجازاته[1]. ومن جهة أخرى؛ قام بعض السادة؛ كالسيد كرّوبي أو الإخوة الآخرين، بإلقاء خطابات بكل إصرار وتعمّد، وقال [كروبي] في الخامس عشر من خرداد [4 حزيران] بأنّه يجب أن ينال المقصّرون عقابهم؛ وكبّر الناس. ومن الطبيعيّ أن يكبّروا، ولو كان القائل شخصاً آخر لكبّروا أيضاً، كما لو قلتُ ذلك خلال صلاة الجمعة، لكبّروا بصوتٍ عالٍ حتّى.
لكن في الليلة الّتي سبقت صلاة الجمعة تلك، استشرتُ الشيخ هاشمي وبعض الإخوة بالكلام حول هذه القضية، فقال الشيخ هاشمي إذا أتيتُم على ذكر التّقصير والمجازاة، فسيشعر الشباب المخلصون في الجبهة بانكسارٍ في قلوبهم، وستتراجع معنوياتهم، مما سيترك أثره على الحرب[2]. وأردف قائلاً: إنّ كلام السيد كرّوبي ترك أثراً سلبياً على المجاهدين. حسناً؛ بما أنّ تأثيره سلبيٌ يجدر بنا أن لا نتفوّه به إذاً[3].
[1] بعد الفشل في جبهات الحرب في الأشهر الثلاثة الأولى عام 1988م، والّذي تسبب بخسارة بعض المناطق؛ مثل الفاو، وجزيرة مجنون، وشلمجه، وتهديد أماكن أخرى؛ مثل خرمشهر والأهواز، انتشرت تمتمات حول لزوم محاكمة “المقصرين في الهزائم الأخيرة ومواجهتهم” من قِبل بعض السياسيين.
[2] يقول آية الله السيد علي الخامنئي في صلاة الجمعة 1/7/ 1988م مشيرًا إلى هذا الموضوع: “إنّ البعض يبحث عن المقصّر في هذه الأحداث، وهذا خطأ. ففي العمل العسكري وعندما يحصل تراجع عسكريّ لا يمكن البحث عن شخصين أو ثلاثة أو خمسة و إلقاء التقصيرات عليهم ومجازاتهم فيما بعد. [صحيح أن] هذا عمل شائع ويُطبّق في كافة أنحاء العالم، ويمكننا تطبيقه هنا أيضاً، فهو أمر يسير، فليس من الصعب إيجاد بعض المقصرين، أو “صناعة المقصّر”، أو نسبة التقصير لهذه المؤسسة أو المنظمة أو المجموعة، لكن هذه ليست طريقتنا الإسلامية. صحيح أن هناك بعض النواقص والتقصيرات؛ لكن لا يوجد مقصّر، فلا أحد مقصّر بنفسه أو مذنب في هذا الأمر، وإنما هناك مجموعة من العوامل حصلت مع بعضها البعض، فأوجدت ضعفاً أو فتوراً أو قصوراً في مكان ما، وقد حصل مثل هذا الأمر ويجب معالجته، علينا أن نصلح ونحل المشاكل”.
[3] اجتماع للأسئلة والأجوبة مع مجاهدي السرية 27 محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، 1/8/ 1988م.