من المؤسف ألّا تستشهد
في الأسبوع الماضي، جاء الشهيد كاظمي لمقابلتي، وقال: “أريد أن أطلب منك أمرين: أوّلهما؛ أن تدعو لي أن أكون أبيض الوجه [يوم القيامة]. والثاني؛ أن تدعو لي بالشهادة”، فقلت له: “من المؤسف أن يموت أمثالكم فعلاً؛ فأنتم الّذين عاصرتم هذه الحقبة المهمة، لا يجب أن تكون نهايتكم الموت الطبيعي؛ بل يجب أن تستشهدوا جميعكم، لكن لا زال الوقت مبكراً ولا زال النظام والبلد بحاجة إليكم”. وقلت له: “عندما أخبروني بشهادة الشهيد صياد، قلتُ إنّ صياد كان يستحق الشهادة بالفعل، فمن المؤسف أن يموت صياد”. عندما قلتُ هذه الجملة اغرورقت عينا الشهيد كاظمي بالدموع، وقال: “إن شاء الله يأتيك خبر شهادتي أيضاً!”
إنّ المسافة بين الموت والحياة قصيرة جداً، هي لحظة واحدة، لكننا مشغولون بالدنيا وغافلون عن حركة الجميع نحو الله. الجميع سيلاقي الله، وكل واحد بطريقة ما، فالبعض يلاقونه بوجهٍ أبيض، والشهيد كاظمي وهؤلاء الإخوة من ضمنهم؛ فقد بذل هؤلاء جهودهم[1].
[1] من خطابه خلال مراسم تشييع قادة الحرس بتاريخ 11/1/2006م.