مواضيع

كنتُ المخالف الوحيد

في العام الماضي (1979م) اقترح الحرس على الإمام أن يُصدر حكماً بالجهاد، وقدّموا اقتراحاً مكتوباً لمجلس صيانة الدستور، وطلبوا فيه إصدار حكمٍ خطيّ بالجهاد، والسماح بتقدم جميع الأفراد من السادسة عشرة أو الثامنة عشرة عاماً إلى الأربعين عاماً، للمشاركة في الحرب والخضوع للتدريبات اللازمة لتجهيز 1500 كتيبة. وفي جلسة مجلس صيانة الدستور، كنتُ الوحيد المخالف لهذه الفكرة، وكان لديّ أدلتي طبعاً. وقد كان أخونا العزيز الشّيخ هاشمي مدافعاً عنها بالكامل. وعلى الرّغم من التّقارب الشديد في آرائنا لكن قد يحصل بعض الاختلافات فيما بيننا. وكان يعتقد هو أنه أمرٌ جيد بالكامل، وقال إنّ هذا ما تعنيه قيادة الإمام، وهنا يتمثل دور القائد، فليُرينا الإمام معجزته. بينما كان سبب مخاوفي من صدور حكم الجهاد هو أن نعجز عن الاستقطاب والتّصدي للأمر بحيث يبطل ذلك الحكم، فقلتُ آنذاك: نحن جالسون في مجلس صيانة الدستور نُحدّد وظيفة الإمام بدلاً منه، أنا أقول لا يجب أن يصدر هذا الحكم، وأنت تقول يجب أن يصدر؛ بينما الإمام موجودٌ وحيٌّ بنفسه، لنذهب إليه ونسأله عمّا تقتضيه المصلحة، وسيوافق الجميع عليها. تقرّر عندها أن نذهب أنا والشيخ هاشمي إلى لقاء الإمام، [وهكذا فعلنا]. وقال لنا إنه لن يُصدر حكماً بالجهاد، ودعانا لأن لا نُفكر به بتاتاً؛ فهو يرى قضية الجهاد العام على جانبٍ كبير من الأهمية، ولم يرَ المصلحة في إعلانه آنذاك؛ بل طلب منّا نحن أن نُقدم بأنفسنا، ولهذا قمنا بجولات في المدن أنا والشيخ هاشمي والإخوة الآخرين، وقد أتت بثمارها، وكان حضور الناس جيداً جداً والحمد الله[1]


[1] خلال جلسة حوارية مع قادة جيش المهدي (عجل الله تعالى فرجه) بتاريخ 5/8/1988م.

المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى