عظمة الشّهيد مطهري
كان (الشّهيد مطهري) قد ألقى خطبةً حول الإسلام ومقتضيات الزّمان في شهر رمضان على ما أظن، وطلب مني في إحدى المرات أن أُكمل فكرتها وأشرحها وأُفصّل فيها. طبعاً؛ إن كنتُ قادراً على ذلك. وافقتُ يومها. لقد كان الشهيد مطهري رجلاً عظيماً، وكان الهدف من أعماله الأمور المعنوية لا الظاهرية، وعندما سلّمني هذا العمل، قال لي: “عندما تُتمّ هذا العمل انشره بالاسم الّذي تراه مناسباً، فإذا أردت أن يكون من تأليف مطهري، أو تأليف الخامنئي، أو تأليف مشترك، فالأمر سيّان وافعل ما تشاء”. ومن الطبيعي أن يكون العمل باسمه؛ لأن الفكرة الأساسية له، فحتى وإن قمتُ أنا بعمل مماثل لكن الدّور الأصلي والأول عائد له، ولا شأن لي به، لكنه كان واسع الصدر وعظيماً إلى هذه الدرجة.
آنذاك أخذتُ الخطاب منه، وطالعتُ حوله قليلاً، فوجدتُه لا يزال في بدايته وهو بحاجة إلى الكثير من العمل وأخبرته بذلك، فجمع بعض المدوّنات المتنوعة، وكانت بمقدار كتاب بنفسها، وأرسلها لي، وقال توجد هذه المدوّنات أيضاً. رأيتُ أنه جمع مقداراً كبيراً من المدوّنات من هنا وهناك، كما خطرت على باله أمور أيضاً كتبها بمرور الوقت. في ذلك الحين بدأتُ قليلاً بالعمل وشرعتُ بالتلخيص إلى أن أُلقيتُ في السّجن حسبما أذكر، وبقي العمل في منتصفه وأعدتُ له المدوّنات[1].
[1] من خطابه في لقاء أعضاء مؤسسة تخليد ذكرى الشهيد مطهري بتاريخ 23/4/1983م.