جافاني النوم
للأسف؛ فأنا لا أجد الكثير من الفرص من أجل متابعة برامج التلفاز الرّياضية، ونادراً ما يحصل هذا الأمر. من ناحية فإنّ أكثر الريّاضات التي تُبثّ هي كرة القدم، وأنا لا أملك أيّ تخصص في هذا المجال، كما لم أكن ألعبها في شبابي، فكنت ألعب الكرة الطائرة، ومع هذا؛ في تلك الليلة التي كانت المباراة بين أمريكا وإيران[1]، شاهدتُ تلك المباراة. طبعاً؛ الحقيقة هي أنّني لم أكن أرغب في مشاهدتها؛ لأنها كانت في ساعةٍ متأخرة، لكنني أدرتُ التلفاز هكذا بينما كنت جالساً ورأيتُ هدفهم الثاني وجافاني النوم، فجلست وشاهدتُ المباراة حتى نهايتها.
لكن سبب خطابي الآن، هو أنه عندما جاء شباب فريق كرة القدم لزيارتي، تكلمنا بشكلٍ تفصيليّ، وطبعاً؛ لم يُنشر تقرير ذلك اللقاء ولم يطّلع الناس على فحوى كلامي خلاله، لكنني سأخبركم ببعضه.
قبل ذلك اللقاء، ربما قبل عدة أسابيع أو شهرٍ أو أكثر، قامت محطات الإعلام التابعة إلى لإمبراطورية الإعلام مناورات على هذه المباراة واعتبرتها مباراة سياسية؛ على الرغم من أنّ الجميع يقول بأن كرة القدم ليست رياضة سياسية، لكن كان الجميع يبلّغ خلافاً لذلك. وكان هناك هدفان وراء ذلك: الهدف الأول؛ التأثير على تعامل الإيرانيين مع الأمريكيين في هذه اللعبة. ولا أعرف مدى اطّلاعكم، لكنني ومن خلال متابعتي للأخبار الأجنبية والنقاشات الّتي تدور على القنوات المختلفة العالمية، رأيت مدى تكرر هذا الأمر. الثاني؛ هو أنّ أكثر التّكهنات خصوصاً الأمريكية، ولو لم تكن صريحة، كانت تقول بأنّ إيران ستتلقى الأهداف ولن تستطيع تسديد الأهداف، وخلال موقعية خاصة سيأتي رئيس الجمهورية الأمريكي ويُلقي خطاباً من موضع اقتدار وزهوّ وعظمة، ويرسل رسالة مفادها بأنه صحيح أننا سددنا الأهداف، لكن في النهاية تعالوا لنتصافح معاً بودٍ ووئام. وكانت النية أن تنتشر رسالة رئيس جمهورية أمريكا من القنوات العالمية. هذا الهدف وما حصل في اللعبة التي استمرّ بها شبابنا الأعزّاء، غيّر الأمور مائة وثمانين درجة، وصارت مظهراً لموقف إيران من أمريكا. عندما قلت “مظهر” في رسالتي تلك، لم أكن أقصد أنّ هذا اللاعب سدّد هدفاً بسبب الأمور السياسية؛ لا! إنه يلعب كرة القدم، وهو ماهر ويعرف التكتيك، وكان أقوى من خصمه، واستطاع تسديد الهدف، وكل من كان مكانه كان ليسدد هذا الهدف؛ لذلك لم يكن النقاش بأنّ هذا الهدف تم تسجيله من أجل مسألة سياسية، لكن هذا الهدف عكس جميع الهوية السياسية التي أعطاها العالم لهذه اللعبة بشكلٍ كامل، وأنا استفدتُ أكثر ما يمكنني الاستفادة منه من هذه الموقعية. طبعاً؛ لقد غضبوا كثيراً آنذاك، وقال أعضاء الامبراطورية الأخبارية في العالم بأنّ فلاناً سيّس لعبة كرة القدم، ولم يقولوا بأننا نحن من سيّسنا اللعبة بأنفسنا[2].