مواضيع

لوحدها تماماً

بعد أن انتهت الحرب، وفي أواخر عام 88 حسب ظنّي، سافرتُ في مرحلة رئاستي للجمهورية مع المسؤولين آنذاك إلى يوغوسلافيا السّابقة، والتي انهارت لاحقاً بعد أن كانت مركزاً مهماً لدعم العراقيين. وبعد مفاوضات طويلة جرت فيما بيننا، لم تكن على استعداد لبيع حتّى دباباتها لنا. أما العراقيون فكانوا بمجرّد أن يحتاجوا إلى شيء في الجبهة، تصلهم مختلف أنواع الدبابات الغربيّة والشرقيّة، وعندما كانت دباباتهم تتعرّض للاستهداف والقذائف، تُصبح خُردة بنظرهم، ولا يُبالون بها، ويُحضرون رافعة ويُلقون بها إلى الهور أو النهر. وفي المقابل، كان شبابنا يسحبون بهذه الدبابات من بين الغنائم بصعوبة، ويُصلحونها، ويُرقعونها ويستعملونها. فكانت أنواع المعدّات والوسائل وأقسامها، بدءاً من التكتيك والمعلومات الجويّة إلى مختلف أنواع الدعم [العسكري]، والدعم بالمال، والدعم السياسي، وغير ذلك من الإمكانات الحربية، من نصيب أحد أطراف الحرب فقط، وهو النّظام البعثي. وفي الطرف الآخر، كانت الجمهورية الإسلامية لوحدها، لوحدها بالفعل. وهذا أحد أبعاد الحرب أيضاً[1].


  • [1] من خطابه خلال لقائه مجموعة من مجاهدي الدفاع المقدس، وجرحى، وقادة تلك المرحلة بتاريخ 21/10/2006م.
المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى