مواضيع

كنت أواظب على مشاهدة هذا البرنامج

في بداية عرض برنامج “رواية الفتح”[1]، لم أكن أعرف الشهيد [السيد مرتضى] آويني، لكنني كنتُ من محبّي البرنامج، وكنتُ أواظب على مشاهدته في كلّ ليلة جمعة. فلقد ترك أثراً كبيراً فيّ وكنت أُلاحظ مدى تأثيره.

في إحدى المرات زارني أولئك الشباب [من الفريق الوثائقي]، وأذكر أنّهم كانوا من جهاد البناء، وقلتُ لهم آنذاك: “إن الصوت النبيل الذي يروي الوثائقي ويُلقي هذه الكلمات جميل جداً، فأبقوا عليه”. وكان [الشهيد آويني صاحب الصوت] موجوداً في الاجتماع بطبيعة الحال؛ لكن لم يُخبرني أحد بأنه فلان، وفيما بعد كتب لي بنفسه: “أنا من أُعدّ هذه الوثائقيات”.  إنّ من يريد أن يصنع مثل تلك البرامج يجب أن يتّصف بالنبالة، والبراءة، والثّبات، والاطمئنان من الكلام. في بعض الأحيان يتفوّه البعض بكلامٍ يكون كبيراً، لكن من الواضح أنهم هم أنفسهم لا يؤمنون به، لكن ذلك الصوت كان يُلقي أكبر الكلمات ويؤمن بها في الوقت نفسه؛ فكان يقول مثلاً: “إنّ شبابنا هؤلاء هم أعرف بطرق السماء من الأرض”، وكان يقولها بحيث يبدو عليه أنه سلك طرق السماء بنفسه، وعاينها وهو يعلم بأنّ هؤلاء يعرفونها أكثر. قد نظنّ بأنّ صوت الحرب يجب أن يكون خشناً ورخيمًا، لكن صوته لم يكن كذلك، بل كان صوتاً بريئاً ونبيلًا وثابتًا في الوقت نفسه، كما كان بارعاً وفنّاناً في الكتابة[2].


  • [1] برنامج تلفزيوني بعنوان “روايت فتح”.
  • [2] من مقابلة أُجريت مع منتجي برنامج “روايت الفتح” بتاريخ 2/9/1993م.
المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى