نحن لا نريد قطع العلاقات لكن…
عندما ذهبتُ إلى نيويورك من أجل اجتماع منظّمة الأمم، جاء مسؤول أوروبيّ رفيع المستوى وقال: “عليكم في النهاية أن تحلّوا مشكلتكم مع أمريكا”. فكانوا يظنّون أنهم قد يتمكنون من استغلال فرصة مجيئي إلى نيويورك وفي أمريكا. قلتُ: “هذا الأمر غير ممكن، فقضية منظمة الأمم مختلفة، وسبب قدومي هو حتى أتكّلم مع الدنيا، وهذا لا يتعلّق بأمريكا بل هو أمرٌ آخر”.
كما جاء أحد وزراء الخارجية الأوروبيين إلى إيران أثناء مرحلة رئاستي للجمهورية، وتحدّثنا حول هذا الموضوع أيضًا، ولو علم الشّعب الإيراني بما تكلمنّاه مع هؤلاء الدبلوماسيين طيلة الثماني سنوات وبعدها، أظنّ أنّه سيشعر بالعزّة. أنا قلتُ له آنذاك في زمن حياة الإمام المباركة، بأننا بصفتنا جمهورية إسلامية لا نريد أن نقطع علاقتنا بالغرب، ونريد الحفاظ عليها، لكن مقصودنا من الغرب ليس أمريكا فقط، فالأمريكيون يُريدون أن يُظهروا أنّ الغرب يعني أمريكا، وأنّ إقامة العلاقة مع أمريكا تعني إقامة علاقة مع الغرب؛ وإلّا فستبقى إيران على الهامش، ونحن لا نوافق على هذا الكلام، وقد أُعجب الأوروبيون أيضاً بردّنا[1].
- [1] من خطابه في صحن الإمام الرضا (ع) بتاريخ 21/3/1998م.