مواضيع

اعتصر قلبي بشدة

لقد شاهدتُ بكاء الإمام عدّة مرات، ولم يكن ذلك في مجالس العزاء وعند ذكر مصاب [الإمام الحسين (ع)] فقط، فكلّما كنت أحدّثه عن تضحيات النّاس، كان يتأثّر. مثلاً عندما  كسروا حصّالات الأولاد في مصلّى صلاة الجمعة، ليهدوها لشباب الجبهة وتجمّع جبلٌ من الأموال، كان الإمام حينها في المستشفى، فشاهد هذا المشهد على التلفاز، وتأثّر كثيراً وقال لي: “هل رأيت ماذا فعل هؤلاء الأطفال؟”. في تلك اللّحظة رأيتُ عيني الإمام مغرورقة بالدموع، وانهمرت على وجنتيه.

في إحدى المرات، رأيتُ الإمام يبكى عندما نقلت له كلام والدة أحد الشهداء. فبعد أن أنهيتُ الخطبة في إحدى المدن، توجّهتُ نحو السيارة لأركبها، وما إن هممت بالركوب، حتى  رأيت امرأة تُكلّمني من خلف حاجز الحرس، فقلت لهم افتحوا الطريق لأرى ماذا تريد، فاقتربتْ منّي وقالت: “أخبر الإمام بأنّ ابني كان أسيراً بيد الأعداء، وقد عرفتُ مؤخّراً أنه استشهد.قل للإمام فداءً لك! لتحيى أنت، وأنا مستعدّة لأن أُقدّم بقية أبنائي في نهجك”. جئتُ إلى طهران، وذهبتُ لمقابلة الإمام، لكن نسيت أن أوصل الرسالة، وتذكّرتها بعد أن خرجت؛ لذلك عُدت ثانيةً ونقلتُ له كلامها، وعندها رأيتُ ملامح الإمام تتغير بسرعة والدموع تنحدر من عينيه بحيث اعتصر قلبي بشدّة [لرؤية تأثر الإمام][1]


[1] من خطابه خلال مراسم بيعة قادة وأعضاء لجان الثورة الإسلامية بتاريخ 8/ 6/1989م.

المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى