مواضيع

أُريدك في عملٍ خاص

كان شباب مجموعة الشهيد شمران يجتمعون في مقرّ أركان حرب العصابات، ويذهبون كل ليلة لتنفيذ العمليات ويصطحبونني معهم أحياناً، وكان المقرّ قريباً من كتيبة 92 [المدرعة]. في إحدى الليالي، طلب ضابط رؤيتي، وأظنُّ أنه كان عميداً أو رائداً، وقال: “أُريدك في أمرٍ خاص”. ظننتُ أنه يُريد طلب إجازة مثلاً، وشعرتُ بالغيظ قليلاً؛ ففي خضمّ هذه الأحداث ليس الوقت وقت الحصول على إجازة؛ لكنني رأيتُه قد أتى حزيناً والعبرة تخنقه، وقال: “هل يمكن أن يأخذني الشّباب معهم إلى العمليات عندما يذهبون ليلا؟”. فقد جاء هذا العميد ليرجو منّا الذهاب مع الشباب برفقة الشهيد شمران لقنص الدبابات. إن مثل هذه المشاهد والتجليات التي كان الإنسان يراها هناك، تدلّ على معنوياتهم العالية. وأمّا شباب التعبئة، وشباب الحرس، والمتطوعون للذّهاب إلى الجبهة وأمثال الشهيد شمران، فهم أمر آخر. وهذا بعدٌ من أبعاد قدرة هذا الشعب العظيم[1].


  • [1] من خطابه في لقاء مجموعة من المجاهدين القدامى والذين يروون ذكرياتهم في مكتب الأدب والفن المقاوم بتاريخ 22/9/2005م.
المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى