سيادة رئاسة الجمهورية
في زمن رئاسة بني صدر، وعندما يئستُ من أن يأخذ الإمام برأيي عن بني صدر، ذهبتُ للقائه، وكنّا نذهب فرادى، أو مجموعات، نكتبُ رسالةً له أو نتحدّث معه مباشرةً. يومها ذهبتُ إلى الإمام، وقلتُ بصراحة بأنني توصّلتُ إلى هذه النتيجة، وحيث إننا لم يعد بإمكاننا أن نتصرّف مع السّيد بني صدر، فعليّ أن أتصرّف بأسلوب ما قبل الثورة؛ حيث كنّا نقول كلاماً يؤدي إلى تأليب النّاس ضد ذلك النظام. فقلتُ له أنا الآن مضطرٌ لقول بعض الكلمات التي تؤدّي لأن يتّخذ سامعها موقفاً ضد بني صدر. نظر الإمام إليّ وابتسم ولم يقل شيئاً.
آنذاك، في بعض الأحيان كنتُ أذهب للقاء الإمام وقد امتلأ قلبي غيظًا، لكن عند عودتي كنت أقول للرفاق بأنّ الإمام مسح بيده على وجهي ورأسي، ووضع لقمة حلوى في فمي بلطفه ونظراته تلك، ثم أخلى سبيلي. لكن عندما كنّا نعود مجدّداً، كان يقول في خطابه ثانية: “سيادة رئاسة الجمهورية! السيد بني صدر!”؛ أي يبقى على حاله، فقد كان يرى مصلحة في ذلك؛ لأنه كان حكيماً بالمعنى الحقيقي، فقد كان يرى ما خلف الستائر والحجب، مما لم يكن أمثالنا قادراً على رؤيته[1].
- [1] من خطابه خلال لقاء مع مجموعة من الفنانين بتاريخ 25/11/1991م.