مواضيع
عبقٌ من وجود الإمام
في أيام رئاستي للجمهوريّة، كان لديّ سفرٌ رسميّ إلى أحد البلدان الأفريقيّة. عندما نزلتُ عن سلّم الطائرة، وجدتُ أنّ رئيس جمهورية ذلك البلد مرعوبٌ منّي، وكان الخوف بادٍ على وجهه، وعندما جلسنا في السّيارة الفارهة من أجل أن يوصلونا إلى المضافة، رأيتُ أنه جالسٌ إلى جهة لا يجرؤ على النّظر إلى وجهي. أجبرتُه على الكلام شيئاً فشيئاً، من خلال ملاطفته، والابتسام والضحك معه. عندما عدتُ إلى إيران قلتُ للإمام: “لقد رأيتُ أنهم هناك يرون عبقاً من وجودكم فينا”.
لم أكن أنا سبب تواضع رئيس الجمهورية ذاك، فلم أكن شخصية خاصّة؛ بل كان ذلك لأجل الإمام، فهو مظهر الثورة. ولم يكن بإمكان ذلك الرئيس تمالك نفسه، على الرغم من أنه رئيساً كبيراً ومعروفا،ً وليس شخصاً عادياً، لكنه كان يرى الإمام في الوفود الإيرانية ويشمّ عبقه[1].
- [1] من خطابه خلال لقاء القادة ومجموعة من حرس لجان الثورة الإسلامية بتاريخ 31/12/1990م.