لن أُلغي البرنامج

في عام 79، وفي أحد أيام الأسبوع وعلى الأغلب كل يوم أحد أو اثنين، كنت أُصلّي[1] صلاة الظّهر في هذا المسجد [جامعة طهران]، وكان الطّلاب يحضرون، فأُلقي فيهم محاضرة وأُجيب على أسئلتهم. في ذلك العام، أصبحت جامعة طهران معقل الفِرَق المسلّحة التي تحمل مختلف العناوين والمسمّيات؛ حيث كانوا يُهاجمون النّاس خارج الجامعة والطّلاب المسلمين بأسلحة ج3 وكلاشينكوف.   

في أحد الأيام، احتدم اشتباك حقيقيّ في الجامعة، وكما جرت العادة، جئتُ إلى هنا أوّل الظّهر، وعندما دخلتُ إلى الجامعة قال لي بعض الطلاّب: “لا تبقى هنا اليوم فالأوضاع خطرة”، فأجبت: “لن أُلغي برنامجي”؛ لذلك دخلت، وكانت الجامعة مقفرة، خالية تقريباً، ما عدا بعض الأفراد المتفرّقين؛ فالوضع كان خطيراً بالفعل. وبينما كنتُ أسير في الطّريق [المعتاد]، كان الطّلاب يتّجهون إلى المسجد، فاجتمع يومها عشرة أشخاص تقريبًا، فالجميع كانوا قد هربوا. وحسب ما أظنّ أننّا أقمنا الصّلاة وخرجنا؛ حيث شعرنا بالخوف قليلاً. بعد ذلك، أُقفلت أبواب الجامعة لمدّة سنة تقريباً[2].

[1] يقصد أنّه كان يؤمّ الصلاة – المترجم.

[2] من خطابه في اجتماع للأسئلة والأجوبة في جامعة طهران بتاريخ 12/ 5/ 1998م.