صوت مصطفى إسماعيل يفوق الوصف
لقد أنعم الله تعالى على شعبنا الذي خطى هذه الخطوة وقام بهذا الجهاد بآلاف النعم، وإحدى هذه النعم هو سيادة الأجواء القرآنية ولله الحمد.
أذكرُ أنني في السابق كنتُ أستطيع التقاط بعض موجات الرّاديو بصعوبة، كموجات الإذاعات المصرية. [يومها] سافر أحد أصدقائي (رحمه الله) إلى مصر، وبقي هناك لعدّة أشهر، و[عند عودته] أحضر معه تسجيلات لـ “أبو الفتاح”، و”الشيخ مصطفى إسماعيل”، و”محمد رفعت” وأمثالهم. كنتُ في البداية معجبًا بشريط كاسيت بصوت أبي الفتاح على وجه الخصوص، وكنتُ أستمع إليه دائماً إلى أن تعرّفتُ على صوت الشيخ مصطفى إسماعيل، وعندها نسيتُ الباقين.
لقد كان صوت الشيخ مصطفى إسماعيل رائعاً يفوق الوصف. وإنّ الأجواء العامّة في إيران اليوم تميل إلى الشيخ مصطفى إسماعيل؛ أي لابدّ لقرائنا التدرّب على نمط قراءة الشيخ مصطفى إسماعيل بشكل أساسي، وعلى الباقين بشكلٍ أقل. أعتقد أنّ أُولى بدايات هذا الأمر كان من مشهد ومن مؤسستنا بالتّحديد. ففي طهران، لم يكونوا يعرفون أحداً غير “عبد الباسط”، وهذا ما لاحظتُه في إحدى زياراتي إلى طهران، وكذلك الأمر في المناطق الأخرى.
لكن كان لدينا أشرطة كاسيت للشيخ مصطفى إسماعيل في مشهد، وعندما عزم أحد أصدقائي على السّفر، طلبتُ منه أن يُحضر معه أشرطة الشيخ مصطفى إسماعيل قدر المسطاع. وهكذا فعل؛ إذ أحضر معه أشرطة ممتازة للشيخ مصطفى إسماعيل، وقد أعطيتُها بدوري للسيد “مرتضى فاطمي” الّذي كان يعمل على نسخ الأشرطة. ونتيجةً لذلك أرسلنا كميّة كبيرة من الأشرطة إلى طهران، واشتهر الشّيخ مصطفى إسماعيل. لقد كان أمراً غريباً بالفعل.
لا أعرف إذا كنتم على معرفةٍ بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، إنه يفوق الوصف. لقد قرأ سورة هود والبقرة وآيات داوود وجالوت، والتي كانت ممتازة وجيدة جداً فعلاً[1].
- [1] من خطابه في مراسم وداع قرّاء القرآن: الأستاذ شحّات محمد أنور والأستاذ محمد البسيوني بتاريخ 20/ 2/1991م.