زيارتي الأولى لهمدان
اليوم وبينما كنتُ أستعدّ للمجيء إلى هنا، تذكرتُ أمراً، ولا ضير في أن أذكره لكم؛ وهو أن زيارتي الأولى إلى همدان كانت في السّتينات من أجل المشاركة في اجتماعٍ يخص الشباب؛ حيث لم أكن قد أتيتُ إلى همدان قبل ذلك الحين. إن السيد “آقا محمدي” هذا الموجود هنا الآن، كان شاباً في العشرين من العمر آنذاك، جاء يومها إلى طهران والتقى بي، وقد كنت في طهران صدفةً، وقال لي: “نحن مجموعة شبابٍ من همدان، تعال واخطب فينا”. لا أعرف من الّذي دلّه عليّ، لكن سألته: “إلى أين عليّ أن آتي عندما أصل إلى همدان؟”، فأعطاني عنواناً وطلب منّي الذهاب إلى هناك.
ذهبتُ في اليوم المحدّد، ولم يُعطوني حتى أجرة النقل. ذهبتُ واشتريتُ تذكرة حافلة، وانطلقتُ عصراً، ووصلتُ إلى همدان بعد خمس أو ستّ ساعات حيث كان الليل قد حلّ. حملتُ العنوان وبدأتُ أسأل عنه، فدلّوني على شارعٍ قريبٍ من دوّار، ثمّ دخلتُ بعدها إلى زقاقٍ يقع فيه منزل “السيد كاظم أكرمي”، وهو السيد أكرمي نفسه الذي كان وزيراً ونائباً وهو الآن أستاذ جامعة في طهران. كان حينها شاباً أيضاً، لكنه أكبر سناً من السيد “آقا محمدي”، وكان أستاذاً عادياً في همدان. كان السيد أكرمي بانتظاري، فتبيّن أنّني سأحلّ ضيفًا في منزله في تلك الليلة.
في اليوم التالي، اصطحبوني إلى مسجدٍ صغير يجلس فيه حوالي عشرين أو ثلاثين شاباً، وجميعهم تلامذة. عندما كان هذا الشاب العزيز التلميذ يتكلّم الآن، تذكرتُ ذلك الاجتماع وتجسّد المشهد أمام عينَيّ. لقد كانوا في مثل سنّه، كانوا قد صفّوا الكراسي، وطرحتُ بدوري موضوعًا جذّابًا يشدّهم، واستغرق كلامي أكثر من ساعةٍ بقليل.
عندما نهضتُ لأغادر، لم يسمح لي هؤلاء الشباب بتركهم، وكانوا يُصرّون علَيّ للاجتماع بهم ثانيةً؛ ولأنّ صلاة الجماعة كانت تُقام هناك، ومن المقرّر أن يأتي إمام الجماعة، انهمكوا بجمع الكراسي والطاولات على عجل، وأخذوني إلى غرفةٍ صغيرة تقع أعلى ذلك الطابق، وبدأتُ بالكلام مع هؤلاء الشباب، ولم أحسب الوقت بعدها.
لقد كانت هذه زيارتي الأولى لهمدان، وبعض أولئك الشباب الّذين تعرّفتُ عليهم في ذلك اليوم، هم الآن أشخاص معروفون ناشطون في بلدنا العزيز في نظام الجمهورية الإسلامية[1].
- [1] من خطابه في لقاء الشباب، والأساتذة، والمعلمين وطلاب جامعات محافظة همدان بتاريخ 7/ 7/ 2004م.