مواضيع

منطق نائب في البرلمان الوطنيّ

في عام 65 أو 66 في مشهد، ذهبتُ للقاء أحد الأصدقاء، واتّفق وجود أحد نوّاب البرلمان الوطني في اجتماعنا ذاك. كان ذلك في زمن شبابنا وحماسنا، وكانت المواضيع التي نتكلّم عنها هي التبعية وسيطرة الأجانب ومثل هذه الأمور، وذلك دون التفاتٍ إلى أنّ ذلك الرجل هو نائب في البرلمان. [ولابدّ من الإشارة هنا إلى أنّ] نائب البرلمان حينها كان يُعيَّنُ ضمن قائمة تُحدّدها الدولة لكي يكون نائباً عن المنطقة الفلانية من دون إجراء انتخابات واقتراع. يومها أجاب على كلامي بفرعنة وتكبّر وغضب، ومن ضمن الأمور التّي قالها: “ما هذه التّرهات التي تتفوهون بها؟! وعلى ماذا تعترضون؟! إنّ الأوروبيين والغربيين اليوم يعملون في خدمتنا مثل العبيد؛ فنحن من نملك النفط والمال، وهم عمّال عندنا ويعملون لدينا مثل الخدم”. هذا هو منطق نائب البرلمان في تلك الأيام! فعندما نتكلّم عن زمن الانحطاط، هذا ما نقصده. كانت الأفكار على هذه الشّاكلة؛ أنه لماذا علينا أن نُنتج بأنفسنا؟ لماذا علينا أن نبني؟ لماذا علينا أن نتعلّم؟ سنجلس في بيوتنا مثل الأسياد، وهم يُحضرون لنا ما نحتاجه ويضعونه بين أيدينا، نحن نملك ثمن النفط، سندفعه ونعيش حياتًا مترفة. هذا هو المنطق السياسي الذي كان سائداً على أعلى المستويات في تلك الأيام[1].


  • [1] من خطابه في لقاء مجموعةٍ من المهندسين والباحثين المهنيين والصناعيين في إيران بتاريخ 23/2/2005م.
المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى