مواضيع

منبر المرحوم السيد النائيني

لقد كنتُ حاضراً في قم في درس ذلك الرجل الكبير، آية الله النائيني، عندما جلس للتدريس على المنبر لأوّل مرة؛ حيث كان في السابق يجلس على الأرض ويُلقي الدرس، لكن بعد مدّة، ومع ازدياد عدد الطلّاب أرادوا أن يروا وجهه ويسمعوا صوته جيداً، فأصرّوا عليه كي يعتلي المنبر [ويُلقي الدرس من هناك]. وأظنّ أنه وافق على ذلك بعد وفاة المرحوم آية الله العظمى البروجردي (رضوان الله عليه)، فهو لم يرتقِ المنبر طيلة حياة ذلك العظيم.

لقد أمضى هذا الرجل العظيم جلّ حياته بالنصيحة. وفي ذلك اليوم أيضًا، بعد أن صعد المنبر أوّل ما بدأ به ذكر “بسم الله”، ثم بكى وقال: “هذا هو المنبر الّذي جلس عليه الشيخ الأنصاري، وعليّ ارتقاؤه والجلوس عليه الآن”. ومن هنا بدأ ينصح الطلّاب بأن اعرفوا ماذا تفعلون، واعرفوا حجم هذه المسؤولية وثقلها. طبعاً؛ لا أتذكّر التفاصيل التي قالها يومها، لكنه عندما قال هذه الكلمات كان على مستوى أستاذ كبير وفقيه قدير مستعدّ للمرجعية. إنّ الشعور بالمسؤولية أمرٌ مهمٌ إلى هذه الدرجة[1].


  • [1] من خطابه في لقاء مجموعة من الأفاضل والطلاب ورجال الدين في مشهد  بتاريخ 24/3/1990م.
المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى