مواضيع

شَعَر صديقي بالخجل…

أحد الإجراءات التي نفّذها رضا شاه في هذه البلاد هو تشويه سمعة علماء الدين، وقد كان ذلك من تخطيط البريطانيين والأيدي الخفيّة خلفه بلا شكّ، فمثل هذه الأفكار لا تخطر على باله هو أو أعوانه. طبعًا؛ لم يكتفِ رضاشاه بنزع العمائم [وإصدار قانون بمنع ارتدائها]؛ بل عمل أيضًا على تشويه سمعة رجال الدين، وأوصل الأمر لدرجة أنّ الأطفال كانوا يسخرون منهم عندما يرونهم في الأزقة والشوارع، وأصبح هذا الأمر عرفاً سائداً بين الناس.

بدأت هذه الأوضاع في عامي 50 و51؛ أي عندما كنتُ في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمري، واستمرّت حتى بعد مضيّ عشرة أعوامٍ من رحيل رضا شاه وتقريبًا إلى ما قبل الثورة بقليل؛ حيث كنت طالبًا حوزويًا حينها.

لقد كان لدينا تنظيماتٌ وجلساتٌ مهمّة في مشهد، وكان العديد من الطلّاب الجامعيين والأساتذة يأتون ويُشاركون في درس التّفسير الذي أُلقيه. [في أحد الأيام] كنت أنوي الذهاب إلى طهران مع أحد أصدقائي، وكان الأخير شابًا مثقّفاً قد أنهى دراسته، وبينما كنّا نتمشّى في محطّة القطار بانتظار موعد رحلتنا، جاء عدّة شباب بأوضاعٍ وهيئة غير مناسبة ممّن يُقلّدون النّمط الأوروبي في الملبس ويرتدون سراويل جينز والتي كانت قد درجت حديثاً في إيران، وأخذوا يسخرون منّي حتّى شعر رفيقي بالخجل. لقد كانت هذه السّخرية سائدة في ذلك الحين، ولم تكن تختصّ بفئةٍ معيّنة أو بالأطفال فقط[1].


  • [1] خطابه في لقائه مسؤولي المحكمة العامة والمحكمة الخاصة برجال الدين بتاريخ 4/ 11/1990م.
المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى