مواضيع

استشهاد نَوّاب وأنصاره

لا أنسى اليوم الّذي وصل فيه إلى مشهد خبر استشهاد أولئك الشّباب المخلصين المؤمنين الفدائيين[1]. شاعت بين الطلاب الشباب في الحوزة التي كنتُ فيها، أجواء حماسيةً عجيبة؛ فقبل عام أو عامين، كان المرحوم نوّاب الصفوي قد زار هذه الحوزة، وألقى خطاباً فيها، وصلّى مع الشباب جماعة، وأشاع جوّاً حماسيًا بينهم. لذا؛ كان لاستشهاده أثر واضح على معنويات الشباب، ولقد أشار أحد الأساتذة الكبار إليه وذكره خلال الدرس.

كان المجتمع غافلاً عن أهمية الثورة آنذاك، وكانوا ينظرون إلى هؤلاء على أنهم عبارة عن عدّة أشخاص يُجيدون إطلاق الرصاص على الناس فقط؛ بل إنّ كبار ذلك النظام المتجبّر والمنحوس، والّذين كانوا هم أنفسهم أوغاداً وأشراراً وسيئي الخُلق ومظهراً للرذائل، كانوا يُطلقون لقب الأشرار على هؤلاء الشّباب المؤمنين الصّالحين، والفدائيين المخلصين، والزّاهدين بالدنيا وزخارفها. وكان بعض الناس يعرفونهم بهذه الصّفة، ويُصدّقون ذلك، [طبعًا] والبعض الآخر لم يكن يصدّق، والبعض غافلٌ أساسًا [عنهم وعن موضوعهم].

لقد غفلوا عن مسألة فدائيي الإسلام، كما لم تكن الأرضية مناسبة آنذاك لتنفيذ الشّعارات التي قاموا لأجلها – أي إقامة الحكومة الإسلامية –، فهذا الأمر يستلزم حراكاً جماعياً طويل الأمد، فضاعت كلمات هؤلاء بين صريخ الأعداء السّكرة وعربدتهم[2].


  • [1] إشارة إلى شهادة السيد مجتبى نواب الصفوي قائد فدائيي الإسلام وأنصاره؛ السيد محمد إمامي، ومظفر ذو القدر، وخليل طهماسبي؛ حيث تم إطلاق الرصاص عليهم ليلة 18/1/1956م، وذلك بعد محاكمتهم شكليًّا.
  • [2] من خطبة صلاة الجمعة في طهران بتاريخ 17/1/1997م.
المصدر
كتاب في محضر الحبيب – خواطر الإمام الخامنئي بلسانه وبيانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى