مواضيع

أمريكا الشيطان الأكبر

لقد رفع الإمام الخميني (رحمه الله تعالى) شعار: (أمريكا الشيطان الأكبر)، ولهذا الشعار الجبار دلالات عديدة مهمة، منها الدلالات التالية:

الدلالة الأولى: إنَّ خط أمريكا هو خط إبليس الشيطان الغوي الرجيم، وعند التأمل في حقيقة خط إبليس وخط أمريكا، نجد أن أمريكا تتقدم على إبليس درجة، ذلك أن إبليس يعترف لله تعالى بالربوبية، و أنه تعالى هو صاحب الحق الوحيد في التشريع، وأن واجب المكلفين الطاعة لله وحده لا شريك له، واستناداً لذلك فهو يصف خطته بالغواية.

قول الله تعالى على لسانه: <قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ>[1]

أما أمريكا فهي لا تعترف لله تعالى بهذا الحق، فأمريكا ترى بأن الناس أحرار في طاعة الله ومعصيته فيما يتعلق بالعبادة الشخصية كالصلاة والصيام وعدم الزنا وعدم شرب الخمر، ولا تتدخل لفرض أو ترجيح أحد الخيارين من الناحية النظرية، وتتدخل من الناحية العملية لفرض خيار المعصية، لأنه ينسجم مع خيارها الحضاري، و تسمي ذلك تقدماً.

أما ما يتعلق بالتشريع والتنظيم الاجتماعي، ففي رأيها: أن الله جل جلاله ليس له حق التدخل في الشأن العام بالتشريع والتنظيم، وترى بأن هذا متروك للإنسان وهو حقه وحده، وهي تعطي لنفسها حق فرض خيارها الحضاري على الشعوب بالسلم وبقوة النار والحديد، ومن ليس معها فهو ضدها ويستحق العقوبة والسحق، وهي وحدها صاحبة الحق في فرض العقوبات المناسبة: السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، وبالتالي: فإن أمريكا تضع نفسها فوق الله الواحد القهار، وتجعل من نفسها حاكماً عليه جلّ جلاله وتحدد له واجباته كما تحددها لدول وشعوب العالم، وهذا مالم يفعله إبليس الغوي الرجيم، فأمريكا أسوأ من إبليس وهي الشيطان الأكبر.

الدلالة الثانية: إنَّ أمريكا تمتلك إمكانيات مادية وبشرية في غاية الضخامة والفحش، مما يؤهلها لفرض خيارها الشيطاني على الشعوب المستضعفة بقوة الحديد والنار، مما يرشحها بحق لحمل لقب «الشيطان الأكبر»، فليس هناك من هو أجدر منها بخدمة خط وأهداف وأطروحات الشيطان في الأرض.

الدلالة الثالثة: إنّ حقيقة أمريكا الحضارية ومنهجها في التعامل مع الشعوب المستضعفة كحقيقة الشيطان ومنهجه في التعامل مع الناس؛ لا خير ولا منفعة فيهما ترتجي للناس أبداً.

قول الله تعالى: <وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 57 وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ>[2]

فالحقيقة الخبيثة للشيطان وأمريكا تفرض حتما بأن لا يخرج منهما إلا النكد وهو: العسر والشدة والشؤم، فلا يمكن أن نتوقع من الشيطان أو أمريكا الخير والمنفعة للناس والشعوب أبداً وإن تظاهرا بخلاف ذلك، وقد صرّح الشيطان بحقيقة وعمق عداوته للإنسان، ودلت التجارب على أن أمريكا كذلك، وعلينا أن نتعلم الدرس وأن نكون في غاية الحذر من أمريكا، فأمريكا بخيارها الحضاري البعيد عن الله تبارك وتعالى، وبمنهجها البرجماتي المحض في التعامل مع الشعوب، لا يمكن أن تفعل الخير للشعوب المستضعفة، فعلى الشعوب المستضعفة أن تنظر بعين الحذر وتتعامل بحذر شديد مع أطروحات ومشاريع ومواقف أمريكا مهما تظاهرت بالرغبة في خدمة الشعوب وقضاياها المصيرية، وفي المنطقة علينا أن لا نفرق بين أمريكا والكيان الصهيوني، فهما طبقتان في سروال واحد، و وجهان لعملة واحدة.


  • [1] الأعراف: 16
  • [2] الأعراف: 57-58
المصدر
كتاب الاستعاذة | أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى