الفرق بين إبليس وأعوانه من الجن والأنس
إبليس هو الشيطان الذي ينتهي إليه أمر كل غواية وإضلال في بني آدم، أما أعوانه من الجن والإنس، فولاية الواحد منهم: إما لبعض الناس دون بعض، وإما في بعض الأعمال دون بعض، وإما على نحو العونية، وأولياء الشيطان أصناف: فمنهم من يغريه بالظلم وإراقة الدماء وهتك الحرمات وسلب الحقوق واضطهاد الشعوب والأمم مثل الفراعنة والحكام المستبدين، ومنهم من يغريه بالفسق والفجور والخيانة مثل القوادين، ومنهم من يغويه بالمساعدة على الظلم والفساد في الأرض مثل الجلادين والمعذبين والسجانين، ومنهم من يغريه بارتداء أثواب الصالحين والزاهدين والقديسين ليضل بهم عن العدل والمطالبة بالحقوق العادلة والمكتسبات المشروعة مثل علماء السوء والبلاط، ومنهم من يغويه بالإمامة والدين والمذاهب والفلسفات ليضل عن سبيل الله المستقيم ونهجه القويم ويزين للناس الانحراف مثل الطواغيت.
والخلاصة: إن لكل ولي من أولياء الشيطان وجنوده وأعوانه من الجن والأنس وسيلته التي تناسبه وطريقته في الإضلال وتزيين الانحراف والدعوة إلى الشيطان الأعظم (إبليس) وطريقه ومنهجه في الحياة. فشياطين الجن توحي بالوسوسة على شياطين الإنس، وشياطين الأنس يوحي بعضهم إلى بعض بأسرار وأساليب المكر والخديعة والإضلال والإفساد وزخرف القول (وهي الأقوال المنمقة التي تشبه الحق وليس من الحق) غروراً، ويبقى إبليس هو سيدهم ورأس الشياطين جميعاً، والأصل في كل غواية وإضلال لبني آدم (ع).
قول الله تعالى: <وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ>[1]
- [1] الأنعام: 112