التعريف بالشيطان
الشيطان في اللغة هو الروح الشرير البعيد عن الحق والخير والمعادي لهما، والذي لا همّ له إلا الشر وبث الفرقة والاختلاف والفساد في الأرض، والآخذ بالباطل وتصويره في صورة الحق، ليضل به عن سبيل الله العزيز الحميد، فكل متمرد منحرف مؤذٍ خبيث يزين فعل الغواية ويغري بالفساد والضلال فهو شيطان، ويطلق اللفظ في القرآن الكريم على كل شرير من الجن والإنس.
قول الله تعالى:< وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ>[1]
والشيطان بحسب طبعه بعيد كل البعد عن فعل الخير و إن أخفى نفسه في أثواب الصالحين والعلماء والقديسين، و إن قام بفعل الخير حسب الظاهر، فلأغراض شيطانية خبيثة خفية، كما تتظاهر أمريكا في الوقت الحاضر بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان من اجل السيطرة على الشعوب واستعمارها ونهب ثرواتها وحماية الكيان الصهيوني. وقد غلب استعمال لفظ الشيطان في إبليس الذي هو رأس الشياطين، وهو الذي أغوى أبانا آدم و أمنا حواء (عليهم السلام)، ومازال يتربص بأبنائهما الدوائر.
قول الله تعالى: < فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى 120 فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى>[2]
ولم يخلق إبليس في الأصل شيطاناً، وإنما خلق على الفطرة السليمة الطاهرة الداعية الى التوحيد وطاعة الله الواحد الأحد الصمد، وقد أقام ردحاً من الدهر مع الملائكة يعبد الله تبارك وتعالى، ولكنه تكبر وأساء التصرف حين رفض السجود لآدم (ع) بأمر الله تبارك وتعالى، وعزم على الطغيان والتمرد، وسلك طريق الانحراف مختاراً.
قول الله تعالى: <فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ 29 فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ 30 إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ 31 قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ 32 قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ 33 قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ 34 وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ 35 قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 36 قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ 37 إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ 38 قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 39 إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ 40 قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ 41 إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ 42 وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ 43 لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ>[3]
وإبليس من الجن وليس من الملائكة،قول الله تعالى: < وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا>[4]
والجن: نوع من الموجودات العاقلة ذوات الشعور والإرادة، وهي مستورة عن حواس الإنسان بحسب طبعها وهم غير الملائكة.
ولكلمة الشيطان مصاديق أخرى في أحاديث الرسول الأعظم الأكرم (ص) وأهل بيته الطيبين الطاهرين (عليهم السلام)، منها الدواب والجراثيم المضرة.
قال أمير المؤمنين (ع): «لا تشربوا الماء من ثلمة الإناء ولا من عروته، فإن الشيطان يقعد على العروة والثلمة»[5].