أضواء قرآنية للتمييز بين عدوين في المعاملة
قول الله تعالى:< خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ 199 وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ>[1]
وقول الله تعالى: <ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ 96 وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ 97 وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ>[2]
وقول الله تعالى: <وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ 34 وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ 35 وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ>[3]
في هذه المواضيع الثلاثة من القرآن الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، نجد أن الله جل جلاله يأمرنا بمصانعة الذين نختلف معهم من عامة الناس ونداريهم ونحسن معاملتهم، من أجل الحصول على الموالاة والمصافاة والمحبة وكسب المودة بيننا وبينهم، كأحد الوسائل للتأثير فيهم وتغيير مواقفهم العدائية في سبيل هدايتهم إلى الحق.
عن أبي عبد الله (ع) قال: «مجاملة الناس (المعاملة الحسنة وعرفان الجميل) ثلث العقل»[4].
وقال الرسول الأعظم الأكرم (ص): «التودد إلى الناس نصف العقل»[5].
وقال (ص): «ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم: يلقاه بالبشر إذا لقيه، ويوسع له في المجلس إذا جلس إليه، ويدعوه بأحب الأسماء إليه»[6].
وقال الإمام الصادق (ع): «من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يداُ واحدة ويكفون عنه أيدياً كثيرة»[7].
فمن شأن المصانعة والمداراة وعرفان الجميل والإحسان إلى الناس العاديين وفي الغالب الأعم، من شأن ذلك أن يوقظ المشاعر الإنسانية لديهم، ويفجر في داخل أنفسهم السليمة ينابيع الخير والطيبة والمحبة والعدل والإحسان، ويدفعهم لمحاسبة أنفسهم على ما اقترفوه من الإساءة والأخطاء، فيعودوا إلى الحق والصواب والخير و العدل والهدى، ويرفضوا الباطل والأعمال الخاطئة والشر والظلم والضلال، وذلك استناداً إلى أصل الفطرة التي فطر الله العدل الحكيم الناس عليها، وهي تدفع الإنسان السوي الذي حافظ على أصل فطرته نقية سليمة من الخبث والتلوث الشيطاني والاستكباري، تدفعه إلى مقابلة الإحسان بمثله وحفظ الجميل.
الحذر من الشيطان الرجيم: ولكن الآيات الشريفة المباركة نفسها – أيها الأحبة العزاء – تأمرنا بالاستعاذة من الشيطان الغوي الرجيم، حيث استحكمت عداوته للإنسان فلا يقبل مصانعة ولا إحسان، لأنه لا يبتغي غير إضلال الإنسان وإهلاكه وشقائه في الدنيا والآخرة، ويصر على ذلك حسداً من عند نفسه، لأن الله الحكيم فضل الإنسان عليه، وقد قاده غروره واستكباره إلى معصية الله الجبار العزيز الحميد، برفضه السجود لآدم (ع) كما أمره ربه العزيز الجبار، وحاوره الرب الرحيم وكشف له خطأه وعظيم ذنبه، وبدلاً من أن يندم ويتوب من ذنبه ويعود إلى ربه، أصر واستكبر وهدد وتوعد بإضلال الإنسان وإبعاده عن ربه، فكان أن طرده رب العزة والجلال من ساحة القرب والقداسة التي لا ينبغي فيها التكبر والمعصية، وحذر الإنسان منه وأمره بأن يتخذه عدوا و يستعيذ بالله العزيز القهار منه.
قول الله تعالى: < وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ 11 قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ 12 قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ 13 قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 14 قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ 15 قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ 16 ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ 17 قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِين>[8]
وقول الله تعالى: < وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ 28 فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ 29 فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ 30 إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ 31 قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ 32 قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ 33 قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ 34 وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ 35 قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 36 قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ 37 إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ 38 قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 39 إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ 40 قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ 41 إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ 42 وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ 43 لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ>[9]
وقول الله تعالى: <إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ 71 فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ 72 فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ 73 إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ 74 قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ 75 قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ 76 قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ 77 وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ 78 قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 79 قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ 80 إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ 81 قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 82 إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ 83 قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ 84 لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ>[10]
ولهذا لا ينبغي مداراة الشيطان، وإنما تجب معصيته ومجابهته واتخاذه عدواً، والاستعاذة بالله رب العالمين منه.
قول الله تعالى:< إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ>[11]
وقول الله تعالى:< أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا>[12]
أيها الأحبة الأعزاء: لقد أقسم إبليس الغوي الرجيم عليه اللعنة إلى يوم الدين، أقسم لأبينا آدم (ع) من وراء عداوته له وبغضه، أنه له من الناصحين، ودلاه بغرور وكذب عليه وأخرجه من الجنة التي أسكنه الله الرب الرحيم فيها، ومن النعيم الذي كان فيه هو وزوجه، أخرج أبانا آدم وأمنا حواء (عليهم السلام) من الجنة التي كانا فيها على الأرض، من أجل غواية ذريتهما، ولكي يأخذ نصيبه منهم معه على النار. نعوذ بالله العظيم من هذا المصير الأسود المشؤوم.
قول الله تعالى: <وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ 19 فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ 20 وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ 21 فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ 22 قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ 23 قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 24 قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ 25 يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ 26 يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ>[13]
أيها الأحبة الأعزاء: إذا كانت تلك معاملته مع أبينا آدم وأمنا حواء (عليهم السلام)، وقد أقسم لهما أن يكون لهما من الناصحين، فكيف تكون معاملته لنا وقد أقسم بين يدي الله العزيز الجبار بكل جرأة ووقاحة: <قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 82 إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ>[14] كيف تكون معاملته لنا نحن البشر أبناء آدم وحواء (عليهم السلام)، وقد أعلن عن شديد عداوته وخصومته لنا، وأقسم بين يدي الجبار أن يكيدنا حتى يغوينا ويصرفنا عن الصراط المستقيم والنهج القويم، ونحن نعلم عظيم كيده، وخفاء مكره، وأنه يرانا ولا نراه؟؟
نعوذ بالله العلي العظيم العزيز الحميد منه ومن شروره.
أيها الأحبة الأعزاء: إن سوء معاملته وعداوته لنا فوق ما نتصور!! ونحن نعلم عظيم كيده، وخفاء مكره، وأنه لا قوة لنا عليه إلا بالله الذي خلقه ويراه ويحيط بما لديه علماً وهو لا يراه ولا يعلم ما في نفسه والله هو السميع العليم القوي العزيز القاهر فوق عباده جميعاً، فعلينا أن نستعيذ بالله جلّ جلاله منه ومن شروره استعاذة جدّية حقيقية، تخرجنا من ساحته وحكومته، وتدخلنا في ساحة الرحمن وحكومته، فإنه لا قوة لنا على الشيطان إلا بالله القوي العزيز الجبار، فليس لنا إلا الحذر كل الحذر من إبليس اللعين الرجيم ومكائده وخدعه، واستنفار قوانا الداخلية لمجابهته والانتصار عليه، والاستعاذة بالله الواحد القهار من شره، ومن شر وساوسه وحبائله وخدعه وأمانيه، ومن شر أوليائه وإخوانه وشيعته وأعوانه من الفراعنة والطواغيت والمفسدين في الأرض والسيئين، وجنوده من داخل أنفسنا: الهوى والشهوات والغضب، وأن نحذر منهم جميعاً، وأن نتخذهم أعداءً كما أمرنا ربّننا بذلك.
قول الله تعالى:<وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ>[15]