تصاعد وتيرة الاحتجاجات في 2007م
تصاعد زخم الاحتجاجات وحدّتها في عام ٢٠٠٧م بشكل واضح، وأخذ بعداً ميدانيا بشكل لافت؛ حيث عادت ظاهرة إغلاق الطرق بالإطارات، والكتابات على الجدران، والاعتصامات المتكررة في مواقع حساسة في المنامة أو بالقرب منها، وبحضور لافت من قيادات الممانعة، ومنطلق تلك الفعاليات إما المطالبة بالحقوق السياسية أو بالخدمات العامة؛ كالإسكان والعمل وغيرها، وتخلل تلك الاحتجاجات تصادم مع قوى أمن السلطة، وبرزت خطابات رموز الممانعة، وبالخصوص من قبل الأستاذ عبد الوهاب حسين والأستاذ حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد، وبأساليب متنوعة، فاتخذ الأستاذ عبد الوهاب حسين مجلسه العام منطلقاً لأدبيات الممانعة، والشيخ المقدار اتخذ المنبر الحسيني وسيلة لشحذ الهمم وفضح ممارسات النظام، والأستاذ حسن عبر خطاب ليلة السبت في مسجد الصادق بالقفول والتصدي المباشر لقادة الاحتجاجات واحتضانها، ومن أبرز الأحداث التي حصلت في 2007 حتى مطلع 2008:
- حوادث حرق المزارع في كرزكان التي تسلط عليها بعض المتنفذين.
- فعاليات ساحل المالكية واسترداده من المتنفذين في السلطة الذين حاولوا حرمان الأهالي من مصدر رزقهم، وكان هناك دور بارز للأستاذين حسن مشيمع والخواجة في قيادة هذا التحرك.
- خلال مواجهة مع قوى أمن السلطة، احترقت سيارة المرتزقة مما أدى إلى مقتل أحدهم، وعلى أثر ذلك تم اعتقال مجموعة من الناشطين من کرزکان.
- حادثة المطار؛ حيث تم اعتقال آية الله محمد سند أثناء عودته للبلاد عبر المطار، فاستفز ذلك غيرة الشباب الثوري المؤمن، فنهضوا للدفاع عن العمامة، وحدثت مواجهات داخل المطار أدت لاحقاً للإفراج عن سماحة الشيخ.
- استشهاد الشهيد علي جاسم في مواجهات مع مرتزقة النظام على خلفية احتجاجات للمطالبة بالحقوق السياسية ومناهضة التجنيس السياسي.
- الاعتصامات المتكررة وبعناوين سياسية متعددة عند جيان ومجمع الدانة وفي رأس رمان وغيرها، وحدوث صدامات مع الأجهزة الأمنية أدت لاعتقال مجاميع شبابية.
في ٢٠٠٨م، بدأت القبضة الأمنية المشددة عبر اعتقال بعض الرموز الممانعة وكوادرهم، وذلك بغرض ضرب الحراك المطلبي في الساحة، وقد صدرت مذكرة اعتقال بحق الأستاذ حسن مشيمع، لكن لم تعتقله السلطة في البداية، فحدثت وقفات تضامنية معه كان آخرها في النويدرات وبمشاركة رموز وممثلي المعارضة بمعية الأستاذ عبد الوهاب حسين؛ حيث أقيم مهرجان خطابي في ساحة عامة، ومن على المسرح ألقيت خطابات داعمة لموقف الأستاذ حسن، وكان من المشاركين في تلك الوقفة التضامنية الأستاذ عبد الوهاب حسين والأستاذ إبراهيم شريف والدكتور عبد الجليل السنكيس والشيخ محمد صالح القشعمي والشيخ عيسى الجودر والأستاذ علي ربيعة وغيرهم .
وأثناء إلقاء إبراهيم شريف كلمته هجمت قوات السلطة على التجمع، وعملت على الجموع بالغاز المسيل والصوتيات والرصاص المطاطي، وكان الأستاذ عبد الوهاب حسين حينها على المسرح جالسا على كرسي، وعند حدوث الهجوم والضرب لم يتحرك الأستاذ من مكانه، وبقى على الرغم من تفرق الكثيرين، وحاولت مجموعة من الشباب أخذ الأستاذ لمكان آمن حفاظاً عليه إلا أنه لم يقبل التحرك، وبعد محاولات مع كثافة الغاز والرصاص المطاطي على المسرح، انسحب مع آخر مجموعة شبابية كانت موجودة في الساحة.
وكانت هذه الحادثة تعكس إصرار وثبات الأستاذ في المواقف قولاً وعملاً على الرغم من المخاطر المحدقة به.
تعليق واحد