وإن تداكّت عليه المحن لم تكسره
لم يكتف الأستاذ الصابر بحمل همّ شعبه معه؛ بل كان له نصيب وافر من المحن الشخصية، لكن إذا نظرت في عينه تجدها أكثر صلابة وحِدّة. لقد وطّن نفسه على الصبر، وحمل معه فلسفة الإسلام في الابتلاءات، فينظر إليها على أنها فيض إلهي ورحمة فتحفّها حالة الرضا.
لقد تعلمنا من صبره تلك المقولة التي طالما رددها “تعلموا كيف تستمتعون بالبلاء “
ونشير هنا إلى نماذج من تلك البلايا التي تعرض لها على المستوى الشخصي خلال عام واحد؛ أي بين ٢٠٠٤م و٢٠٠٥ م .
– إصابة الأستاذ بالتهاب حاد في عصب الوجه، وذلك في مارس ٢٠٠٤م، مما تطلب سفره للعلاج خارج البلاد، فتوجه الأستاذ إلى لندن في سفرته العلاجية في أبريل ٢٠٠٤م، ومكث هناك عدة أشهر حتى استجاب للعلاج بحمد الله، وعند عودته للوطن، وجد قلوب المحبين تعفو إليه من المطار إلى منزله مشتاقة للقائه بعد طول فراق، وربما كانت أشهرا قلائل تلك التي غابها، لكن حساسية موقعية الأستاذ، حتى مع ابتعاده عن المواقع القيادية، تجعل الساحة لا تتحمل بُعده.
– الرحيل المفاجئ لشقيق الأستاذ عبد الوهاب حسين؛ حيث توفي الأستاذ إبراهيم حسين في بدايات ٢٠٠٥م، وهو من الشخصيات المؤثرة في مجتمعه والتي لها بصماتها في العمل الاجتماعي والثقافي والسياسي، كذلك هو من الكوادر المتقدمة في جمعية الوفاق وشخصية قيادية وصاحب علاقات عامة واسعة، وكان في أواخر حياته رئيساً للمجلس البلدي للوسطى؛ فضلاً عن العلاقة المتينة التي تربطه بشقيقه الأكبر الأستاذ عبد الوهاب حسين. كان رحيله محزناً لكل من عرفه، مع ذلك رأينا الأستاذ، وهو يقف متلقياً التعازي منذ الساعات الأولى لوفاة شقيقه، جبلا للصبر؛ حيث كان يصبّر الأخرين ويواسيهم ويمسح على رؤوسهم وكأنه ليس المعزَّى.