مجلس الأستاذ “مجلس الشعب”
شكّل مجلس الأستاذ منذ نشأته ملتقى ثقافياً واجتماعياً وسياسياً ترعرعت فيه أجيال نهلت من فكر الأستاذ عبد الوهاب الرؤى الثقافية والسياسية، ولكن في الألفية الثانية اكتسب هذا المجلس زخماً جديداً؛ حيث غدى تجمعاً سياسياً تطرح فيه مستجدات الساحة وهمومها، وتتلاقح فيه الأفكار، وتصدر منه المواقف السياسية في جو منفتح على النقد، ونافذةً للآراء التي تم إقصاؤها وأريد تغييبها عن الإعلام الرسمي، وصوتا لكل من أريد تغييب صوته عن الساحة السياسية، وأصبح هذا المجلس مركزاً تنطلق منه مواقف الخط؛ بل حتى المخالفة للأستاذ، والتي كانت تطرح في مجلسه بكل شفافية، فعلى سبيل المثال؛ في إحدى ليالي الثلاثاء العامرة بالحضور في المجلس، وقف أحد الأشخاص متهماً الأستاذ بأنه قد فتح مجلساً للغيبة والنيل من قيادات المعارضة، وهذا لا يليق به !!
وحينها كان الأستاذ يصغي إليه بكل رحابة صدر، ثم رد عليه بكل هدوء قائلا: إنّ نقد أداء الشخصيات أو الجهات العامة في الشأن العام لتقويمها لا علاقة له بالغِيبة المذمومة شرعاً، والمجال هنا مفتوح لكل الآراء، ومن ضمنها رأيك أنت، وعبد الوهاب ليس استثناء من النقد.
مع هذا؛ يلاحظ كل واحد من رواد المجلس أنه في حال توجيه أحدهم إساءات شخصية أو إهانات لشخص أو جماعة، تجد الأستاذ يستوقف المتكلم ويمنعه من ذلك؛ لأن ذلك لا علاقه له بالنقد البناء الذي يدعو إليه الأستاذ.