مواضيع

فضيحة البندر

تعاقدت السلطة مع مستشارين أجانب للعمل في المواقع الحيوية للنظام، ويبدو ذلك للوهلة الأولى بأنه أمر طبيعي للاستفادة من خبراتهم في النظم الإدارية والشؤون الاقتصادية والفنية وتنمية الموارد البشرية، لكن ما قام به النظام الحاكم في البحرين كان غريباً للغاية؛ حيث كلف نفسه عناء استجلاب خبراء أجانب بغرض التآمر على شعبه!! وتنفيذ مشروع سري إقصائي استئصالي وعنصري بكل المقاييس ضد الطائفة الشيعية في البحرين، وقد شرع النظام بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي، وكان من العاملين في هذا المشروع خبير سوداني الأصل هو صلاح البندر، وحسب تعبيره أنه تفاجأ بهذا المشروع الخبيث، ووصل إلى قناعة بأنه لابد من فضح هذه المؤامرة، فقام بنشر تقرير جمع فيه مستندات تثبت أهداف ووسائل هذا المخطط عرف لاحقاً بتقرير البندر، وقد نشره بعد فراره من البحرين متوجها إلى بريطانيا،وأطلع المعارضة في الخارج على مضمون التقرير وتم نشره، وفي إحدى ندواته، قال صلاح البندر: “كنت متوجساً من نشر التقرير الذي قد يؤدي لنشوب حرب أهلية في البحرين بسبب ما ورد فيه من مؤامرات خطيرة”، لكن للأسف لم ترقَ المعارضة إلى مستوى خطورة الموضوع؛ بل هناك من شكك في مصداقيته!! ولم تتخذ خطوات لمواجهته سوى بعض الإثارات الخجولة لدرجة أنه وصل ببعض أطراف المعارضة، عند التعرض للتقرير، أن يشير له بشكل رمزي بقوله: التقرير المثير .

بالنسبة لموقف الأستاذ عبد الوهاب من تقرير البندر، فقد كان واضحاً وشفافاً، وخروجه عن الدائرة القيادية في الساحة، جعل أدوات العمل لديه قاصرة؛ خصوصاً أن الجمعيات المعارضة لم تعد حريصة على رأي الأستاذ بسبب التباين في الفهم العام للمسألة السياسية بينهما. ومن جهة أخرى؛ لم تعد فكرة الأستاذ بعودة المعارضة للممانعة والصدام مع السلطة تروق للجمعيات المعارضة، وأصبح رأي الأستاذ عبد الوهاب حسين مؤزما بالنسبة إليهم ولا تناسب آراؤه هذه المرحلة.   

المصدر
كتاب تراتيل السكينة – دراسات في سيرة أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين | الأستاذ محمد سرحان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى