أذلة على المؤمنين
لقد دفع الأستاذ عبد الوهاب حسين ثمن مواقفه المبدئية بتكالب الخصوم عليه، فبالنسبة إلى السلطة كان ذلك مفهوماً لطبيعة الصراع بين الضدين؛ بين الحق والباطل، ولكن أن تأتي الخصومة من داخل صفوف المؤمنين، فلم يكن ذلك متفهماً! لكون أصالة التراحم بينهم مقدمة على أي اعتبار آخر. وفي تلك الفترة ٢٠٠٣م، ازدادت حملة التأليب على شخص الأستاذ في داخل جمعية الوفاق، وفي جمعية التوعية الإسلامية؛ حيث رفض بعض أعضاء الإدارة تصدي الأستاذ للشأن السياسي إضافة لعمله في التوعية، وبها وبغيرها استقال الأستاذ من التوعية، وفي أواخر 2003م، جمد نشاطه كذلك في جمعية الوفاق، وأعلن في خطابه يوم الجمعة بأن ((عبد الوهاب يفضل الانسحاب على أن يصطدم مع المؤمنين)). لم يكن انسحابا عن ضعف أو خوف؛ بل كانت المصلحة الشرعية تقتضى عدم التصادم مع المؤمنين، وهذا رغم الحملة الظالمة التي طالت التشكيك في مشروعية إقامته لصلاة الجماعة!! والوشاية والافتراء عليه عند بعض العلماء الكبار، وحمْل كلامه على غير ما أراد، واعتبار مجلسه مجلس غيبة وفتنة!! إلى غير ذلك مما كانت تحيكه أيد خفية لم تصرح بلسانها علناً في المجالس المغلقة، وإنما تحرك جنوداً إلكترونيين من خلف شاشات الحواسيب .