بيان الصرخة 7-8-2003م
وجد الأستاذ في ذلك الحين أن مواصلة تصديه للشأن السياسي من موقعيته كرمز وقيادي سوف يؤدي إلى الصدام بين المؤمنين نتيجة اختلاف الرؤى والتشخيصات حول الأحداث والمواقف، وفي نفس الوقت لا يصح التخلف عن المسؤوليات والمهام، مع ذلك آثر الأستاذ أن يوازن بين الأمرين عبر التخلي عن موقعيته كرمز في الساحة ولكنه كفرد من العاملين والجماهير له الحق في طرح رأيه. بمعنى آخر؛ تنازل عن موقعه القيادي ليكون بين صفوف الجماهير وواحدا منهم. وفي تلك الجمعة فاجأ الأستاذ الجميع بقراره الذي أصدره في بيان سُمي بـ (بيان الصرخة)؛ حيث أعلن فيه: ” انه من اليوم فصاعداً عبد الوهاب ليس رمزاً من الرموز القيادية في الساحة، إنما هو فرد من أفراد هذا الشعب يعبر عن رأيه ويشارك الجميع الهم السياسي“.
وعليه؛ توقف الأستاذ في ذلك الحين عن إلقاء الخطب وإمامة الصلاة في يوم الجمعة، وترك المهام القيادية التي كان يمارسها، واكتفى بفتح مجلسه الأسبوعي ليلة الثلاثاء باعتباره ملتقى شعبيا يتم فيه تناول الشأن السياسي.
لقد صعق هذا الموقف الكثيرين وفاجأ آخرين، وأدخل السرور في نفس الوقت على القلوب المريضة، لكن الجماهير لم تقبل بهذا القرار وتوجهت نحو الأستاذ مطالبة إياه بالعدول عن قراره.