مواضيع

الاعتصام عند منزل الأستاذ 8-8-2003م

منذ اليوم الأول من خطابه تجمعت بعفوية مجموعات عند منزل الأستاذ تطالبه بالتراجع عن قراره، وما لبث المكان أن تحول في اليوم التالي إلى ساحة اعتصام مفتوح، وفي ذلك اليوم الشديد الحرارة والرطوبة، تمسك المعتصمون بمطلبهم بعودة الأستاذ للساحة السياسية، وعندها طلب منهم الأستاذ العودة إلى بيوتهم؛ لأنه لا يليق به حسب تعبيره “أن أكون داخل منزلي في الراحة وأنتم في الخارج تكابدون الأجواء الحارة”، وعندما أصروا على البقاء خارج منزله، قام الأستاذ بخطوة ذكية  لثنيهم، فقال لهم أنا متفهم لسبب اعتصامكم، ويؤذيني أن أراكم هكذا، لذا سأنزل معكم الاعتصام في الخارج وأتضامن معكم لأعيش معاناتكم، مما سبب حرجاً للمعتصمين، وواصلوا الاعتصام لعدة أيام والأستاذ يخرج إليهم ويعتصم معهم وهم معتصمون بسببه! وهو معتصم  بسببهم!!

حتى قبلوا بالأمر الواقع، وفي أثناء الاعتصام حضر عدد من العلماء والرموز مطالبين الأستاذ بمراجعة موقفه، وفي إحدى الليالي من الاعتصام وصل منزل الأستاذ سماحة آية الله قاسم (حفظه الله)، وحصل لقاء مطول بينهما، وعندما خرج الشيخ ألقى كلمة أمام المعتصمين أثنى فيها على شخص الأستاذ مطالباً إياه بمراجعة موقفه .

كما حضرت شخصيات إسلامية ووطنية لنفس الغرض، ومن بينهم الشيخ علي سلمان والسيد الغريفي. وغيرهم، ورغم انسحاب الأستاذ من موقعه كرمز وكشخصية متصدية في الساحة في تلك الفترة إلا أنه واصل نشاطه السياسي باعتباه أحد أفراد الشعب يقدم النصائح ويناقش الهمّ الوطني عبر مجلسه المفتوح أو عبر اللقاءات الخاصة مع النخب السياسية.

المصدر
كتاب تراتيل السكينة – دراسات في سيرة أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين | الأستاذ محمد سرحان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى