إشكالية دور الجماهير
برزت إشكالية جديدة في الساحة؛ وهي دور الجماهير في مرحلة ما بعد الميثاق!
هناك من يرى أن دور الجماهير كعنصر أساسي للحراك السياسي قد انتهى، وجاء دور النخبة السياسية المتمثلة بالجمعيات وقياداتها لتعمل ممثلة عن الجماهير، ويتم استدعاء الجماهير عند الحاجة ولتقوية موقعية التخب السياسية، فالمرحلة سياسية بامتياز، وتحتاج لمن يقود حراكا دبلوماسيا بعيداً عن التوترات الميدانية. ومن جهة أخرى؛ تمسك فريق بالحضور الجماهيري في الساحة، وأنه العنصر الفاعل؛ بل هو محور العملية السياسية برمتها، ويتبنى هذا الرأي الأستاذان ويؤكدان عليه؛ حيث يركز الأستاذ عبد الوهاب على محورية الجماهير، وأنهم الرقم الصعب الذي يحدد المسار السياسي، فالعمل على رفع وعيه وحضوره في كل مفاصل العملية السياسية ضرورة، وبمجرد أن يتم إبعاده يصعب بعد ذلك استنهاضه، وتفقد بذلك المعارضة رصيداً مهماً في مواجهة التحديات.
تهميش دور الجماهير عملياً تسبب في إضعاف موقف المعارضة طوال السنوات العشر التي أعقبت الميثاق، وأصبحت مخططات النظام السرية تعمل علنا على الأرض ولا رادع لها، وخير مثال عليها مخطط البندر، وسيأتي الكلام عنه في حينه .