مواضيع

المعالجات النقدية التي طرحها الأستاذ عبد الوهاب حسين والمستفادة من تجربة الانتفاضة في التسعينات

  • في ظل التحديات الكبيرة والتي تتطلب مواقف من القيادة، لابد لها من المعطيات والمعلومات الكافية لتبني رؤية واضحة  يُحدد من خلالها الموقف المناسب في كل الظروف، وإذا كانت الرؤية غير واضحة فذلك كالسائر على غير الطريق لا تزيده سرعة السير إلا بعداً عن الحق! وأن اتخاذ المواقف الانفعالية أو الارتجالية وليدة اللحظة تكون عادة عبثا ولا تخدم الهدف، ولا تكفي حينها النوايا الحسنة لتبنّي المواقف.
  • إن التوكل على الله سبحانه والثقة به مع الصبر الاستراتيجي والاستقامة والبصيرة، من مرتكزات النصر، وهذا يتطلب عدم استعجال قطف الثمار والتأني في دراسة الخيارات.
  • التأكيد على دراسة التجارب السابقة وفحصها بدقة؛ كي لا تتكرر الأخطاء، ويتم تجاوزها عبر خيارات بديلة بعد تحديد مواطن الضعف والقوة في تلك التجارب.
  • اعتماد مبدأ التكامل ليكون حاضنة ومرتكزا للتنسيق والعمل بين الرؤى المتباينة والتشخيصات المختلفة للمرحلة، وتكون الجهة الشرعية مظلة تحتوي كل الرؤى والقرارات.
  • في الظروف الضاغطة على القيادة كالسجن مثلاً، ليس وضعاً مناسباً للتفاوض، وسيؤثر بشكل أو آخر على القرار السياسي. وهذا عملياً قد حصل في تجربة المبادرة في الانتفاضة الأولى وفي تجربة الميثاق في الانتفاضة الثانية، فليس من المناسب التصدي من داخل السجن، ويجب أن تكون هناك قيادة بديلة مقتدرة ومتمكنة تستطيع التعاطي مع تلك الظروف، فعند ضعف القيادة يسقط المشروع.
  • التأسيس للمجتمع المقاوم والممانع؛ كي يستطيع التعامل والتكيف مع كل الظروف، مرتكزه الصبر والاستقامة، ويستطيع التصدي لمشاريع الظلم، وبناء منظومة قيمية تتبنى المقاومة المشروعة لتكون جزءا من محور المقاومة مستقبلاً.
  •  هذا النظام الناقض للعهود والذي يمارس الدجل والغدر بصورة مختلفة، لا يمكن الوثوق في أي مشروع مشترك معه، وحتى ما يسمى بالضمانات ما هي إلا عناوين مرحلية يقبلها عادة مرغماً، وعندما تتوافر أدوات القوة بيده سرعان ما ينكث، ومع ذلك يمكن التعاطي في ظروف معينة إذا كان ذلك يصب في مصلحة الأمة شريطة أن تكون المعارضة حذرة وواعية، وفي حال نكث العدو بتعهداته، يتم العمل على منع استكمال مشروعه، أما البقاء تحت مظلته بذريعة أن ما حصل قد حصل وضرورة المكتسبات، فهو رهان خاسر ومسايرة غير مقبولة.
  •  إيجاد تكتيكات مرحلية تضمن استمرارية الحراك المطلبي وفي كل الظروف، ففي بعض مراحل الصراع ولضمان استمرارية حيوية الحراك الثوري وتنوعه والإبداع فيه نحتاج إلى اللامركزية في القرار الثوري.

هذه بعض القرارات النقدية والتشخيصات التي تناولها الأستاذ عبد الوهاب حسين منذ 2001م بعد أخذ العبرة واستيعاب التجربة؛ لذا نجد جلها اليوم  ماثلا أمام أعيننا وتتحقق صورها، وهذا دال على عمق طرحه وبصيرته بالأمور.

المصدر
كتاب تراتيل السكينة – دراسات في سيرة أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين | الأستاذ محمد سرحان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟